Published On: Sat, Oct 5th, 2024

هل في تأخر الزواج لمن يرغب فيه ابتلاء من الله تعالى؟

تعد ظاهرة تأخر الزواج من المواضيع الحساسة التي تثير الكثير من التساؤلات في المجتمع، وخاصة لدى الشباب الذين يتطلعون إلى تكوين أسر. في هذا السياق، تناولت دار الإفتاء المصرية هذا الموضوع، موضحة أن الزواج يعد سُنة نبوية شريفة، ورغبة الله في إكمال الدين وتعزيز العلاقات الاجتماعية.

مفهوم الابتلاء

تأخر الزواج قد يُعتبر ابتلاءً من الله تعالى. الابتلاء في اللغة يعني الاختبار، وفي الدين يعني اختبار قدرة الإنسان على الصبر والتحمل. وبالتالي، يُفترض بمن يتأخر زواجه أن يتقبل هذه الوضعية برضا ويصبر، آخذًا بالأسباب التي تساعده على تحقيق رغبته.

الأخذ بالأسباب

الإفتاء أكدت أهمية السعي من أجل الزواج. على الشخص الذي يرغب في الزواج أن يسعى بجد لتوفير ما يحتاج إليه، سواء من خلال التعرف على شريك الحياة المناسب أو تحسين وضعه المالي والاجتماعي. ومن المهم أيضًا أن يتحلى بالإيمان والثقة في أن الله سييسر له أمر زواجه في الوقت المناسب.

الزواج كوسيلة للعفاف

الزواج يُعتبر من أعظم الوسائل التي تحقق العفة والغض عن الشهوات، كما أنه يشجع على بناء العلاقات الأسرية السليمة. وفي ذلك، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج”. هذا الحديث يُظهر أهمية الزواج كوسيلة لتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي.

أهمية الصبر

عندما يعاني الشخص من تأخر الزواج، ينبغي عليه أن يتحلى بالصبر ويُحسن الظن بالله. فالكثير من الابتلاءات تحمل في طياتها الخير والرحمة. وقد ورد في الحديث النبوي: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير”. لذا، يجب على المسلم أن يتقبل ما قسمه الله له ويبحث عن الحكمة وراء كل موقف.

دعوة للتيسير

كما أن الإفتاء دعت إلى تيسير أمور الزواج، معتبرة أن التيسير في الزواج من أسباب بركته، وأن تكاليف الزواج يجب أن تكون ملائمة للقدرات المالية للأفراد. فالتيسير في الأمور المالية يُسهم في تحقيق الاستقرار الأسري والنفسي.

الختام

في نهاية المطاف، فإن تأخر الزواج يمكن أن يُعتبر ابتلاءً يختبر به الله عباده، ويجب على المؤمن أن يتقبل ذلك بصبر ويستعين بالله، مع السعي لتحقيق ما يرغب فيه. فالحياة مليئة بالتحديات، وما من شك أن كل تحدٍ يحمل في طياته فرصًا جديدة.