التدخين الإلكتروني: أمان وهمي وانتشار واسع بين المراهقين والنساء
حذر الأطباء من الانتشار الواسع لمنتجات التدخين الإلكتروني، والتي أصبحت شائعة بشكل خاص بين المراهقين والنساء. يعود ذلك جزئيًا إلى الاعتقاد الخاطئ بأن السجائر الإلكترونية هي بديلاً آمناً للسجائر التقليدية، مما يشجع العديد من الأفراد على اللجوء إليها باعتبارها وسيلة للإقلاع عن التدخين أو تقليل أضراره. كما أن الحملات الدعائية المنتشرة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب توفر هذه المنتجات في مراكز التسوق، ساهمت في تعزيز هذه المفاهيم المغلوطة.
النيكوتين: العنصر الأساسي للإدمان
وفقًا للدكتور عماد النمنم، استشاري أمراض الرئة في مدينة برجيل الطبية، يعد النيكوتين المكون الأساسي الذي يسبب إدمان السجائر، ويزداد تركيزه في السجائر الإلكترونية مقارنة بالتدخين التقليدي. يتيح التسخين الأقل للتبغ في السجائر الإلكترونية امتصاصًا أكبر للنيكوتين، مما يؤدي إلى زيادة الاعتماد عليها. بالإضافة إلى ذلك، فإن سهولة الوصول إليها ووجودها في الأماكن العامة دون حظر، يعزز من استخدامها بشكل أكبر، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة مثل المراهقين.
أثر التدخين على الصحة: التحديات والتهديدات
السجائر الإلكترونية لا تقتصر مخاطرها على المدخنين فقط، بل تشمل أيضًا الأشخاص غير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين السلبي. وفقًا لدراسات طبية، يسبب التعرض للدخان السلبي العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والربو. كما يؤكد الأطباء أن التدخين خلال الحمل يشكل خطراً كبيراً على صحة الأم والجنين، حيث يمكن أن يؤثر سلبًا على نمو الدماغ وأعضاء أخرى لدى الطفل.
الإعلانات والتسويق: استهداف الفئات الشابة
تستهدف الشركات المنتجة للسجائر الإلكترونية الفئات الشابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات التي تروج لمنتجاتها باستخدام أساليب جذابة مثل الشخصيات الكرتونية والنكهات المتعددة. تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن تعاطي السجائر الإلكترونية بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا يفوق تعاطيها بين البالغين، مما يهدد بتفشي هذه العادة بين جيل جديد.
الآثار السلبية للسجائر الإلكترونية
تشير الأبحاث إلى أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد كيميائية ضارة ومسرطنة يمكن أن تؤثر على صحة الرئتين. هذه المنتجات قد تضر أيضًا بالنمو العقلي للمراهقين الذين يتعرضون لها. علاوة على ذلك، يحتوي الرذاذ الناتج عن هذه السجائر على جزيئات دقيقة قادرة على الوصول إلى أعماق الرئتين، مما يعزز خطر الإصابة بأمراض تنفسية وخيمة.
الفوائد الصحية للإقلاع عن التدخين
رغم التحديات التي يواجهها المدخنون في محاولات الإقلاع عن التدخين، إلا أن الفوائد الصحية المترتبة على الإقلاع تكون واضحة وملحوظة. تشمل هذه الفوائد تحسن الدورة الدموية، انخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب، وتحسين مستوى اللياقة البدنية. تشير الدراسات إلى أن الإقلاع عن التدخين يقلل من مخاطر الإصابة بالسكتة القلبية بنسبة 50% خلال خمس سنوات، وفي غضون عشرة أعوام يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف.
خلاصة
رغم الادعاءات التي تروج للسجائر الإلكترونية باعتبارها بديلاً آمناً عن السجائر التقليدية، إلا أن الأدلة الطبية تبرز مخاطرها الصحية العديدة. من الضروري أن يتم التوعية بمخاطر هذه المنتجات، خاصة في أوساط الشباب والنساء الحوامل، والعمل على تحفيز الأفراد على الإقلاع عن التدخين بجميع أشكاله لحماية صحتهم وصحة من حولهم.