الإصابة بالسكري قبل سن الـ50 تزيد من فرص الخرف
كشفت دراسة أمريكية حديثة عن ارتباط وثيق بين الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني قبل بلوغ سن الخمسين وزيادة خطر الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر. أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يصابون بالسكري في سن مبكرة، خاصة قبل سن الـ50، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف مقارنةً بالأشخاص الذين يُشخصون بالسكري في مراحل متأخرة من العمر.
السمنة والسكري: زيادة الخطر
وبحسب نتائج الدراسة، فإن السمنة، إلى جانب الإصابة بالسكري في سن مبكرة، تزيد من احتمال الإصابة بالخرف بشكل ملحوظ. حيث أظهرت البيانات أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري قبل سن الخمسين لديهم خطر أعلى للإصابة بالخرف بنسبة 1.9 مرة مقارنةً بأولئك الذين تم تشخيصهم بالسكري في السبعينات من عمرهم.
علاقة متدرجة بين العمر والخطر
ومن خلال تحليل بيانات الدراسة باستخدام اختبارات الاتجاه الخطي، وجد الباحثون ارتباطًا متدرجًا بين العمر عند تشخيص الإصابة بالسكري وزيادة خطر الإصابة بالخرف. حيث تبين أن كل عام أصغر في سن التشخيص يزيد من احتمال الإصابة بالخرف بنسبة 1.9%. كما أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالسكري في الفترة بين سن 50 و59 عامًا كان لديهم زيادة في خطر الإصابة بالخرف بنسبة 1.72 مرة، بينما الأشخاص الذين تم تشخيصهم بين سن 60 و69 عامًا كان لديهم زيادة بنسبة 1.7 مرة.
أهمية الوقاية المبكرة
وأشار الباحثون إلى أن فهم هذه العلاقة بين السكري المبكر والسمنة والخرف يعد خطوة هامة في وضع استراتيجيات وقائية تهدف إلى تقليل الإصابة بالخرف. وأضاف شيانغ تشي، الأستاذ المساعد في كلية مايرز بجامعة نيويورك والمؤلف الأول للدراسة، أن هذه النتائج تبرز الحاجة إلى تطوير استراتيجيات تهدف إلى الوقاية من السكري والسمنة في مرحلة مبكرة لتقليل مخاطر الإصابة بالخرف في المستقبل.
خاتمة
تعد هذه الدراسة تحذيرًا هامًا حول التأثيرات العقلية الخطيرة للإصابة المبكرة بمرض السكري من النوع الثاني. وينبغي أن تسلط الضوء على أهمية الوقاية المبكرة والعلاج الفعال للسكري والسمنة للحد من المخاطر المرتبطة بالخرف في مراحل متقدمة من العمر.