Published On: Fri, May 23rd, 2025

الخلايا التائية.. علاج متقدم وثورة طبية نوعية نحو توطين الصناعات الحيوية في الإمارات

كشف طبيب إماراتي بارز عن تقنية مبتكرة تعتمد على استخدام الخلايا التائية في علاج مرض السرطان، والتي تمثل خطوة نوعية ومتقدمة في مجال الطب الحيوي، حيث تسهم هذه التقنية في خفض تكلفة العلاج بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالطرق التقليدية المتبعة. وتأتي هذه الابتكارات الطبية في إطار جهود الإمارات الرامية إلى توطين الصناعات الطبية الحيوية وتعزيز القدرات المحلية في مجال البحث والتطوير، مما يضع الدولة في مقدمة الدول التي تسعى لتقديم حلول صحية متطورة ومستدامة لمواجهة الأمراض المزمنة والمعقدة مثل السرطان.

تعتمد تقنية الخلايا التائية على استخدام خلايا من جهاز المناعة للمريض نفسه، حيث يتم تعديلها وراثيًا لتعزيز قدرتها على استهداف الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل فعال، مما يقلل من الأعراض الجانبية المرتبطة بالعلاجات الكيميائية والإشعاعية التقليدية. وأوضح الطبيب الإماراتي أن هذا النوع من العلاج لا يقتصر على كفاءته العالية في مكافحة السرطان فحسب، بل يتميز أيضًا بتكاليفه المنخفضة التي تجعل العلاج أكثر توافرًا ويسهل الوصول إليه من قبل شريحة أكبر من المرضى، مما يمثل نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية.

وأشار إلى أن تطوير هذه التقنية جاء نتيجة تعاون بين مراكز البحث العلمي المحلية والخبرات الطبية العالمية، مع التركيز على بناء منظومة متكاملة لتوطين الصناعات الطبية الحيوية في الإمارات، تشمل تصنيع الأدوية المتقدمة وتطوير الأجهزة الطبية الحديثة. ويهدف هذا التوجه إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد، وتحفيز الابتكار المحلي، وخلق فرص عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا الحيوية، مما يعزز من مكانة الإمارات كمركز إقليمي وعالمي في مجال الطب الحيوي.

كما أكد الطبيب أن هذه الخطوة تفتح آفاقًا واسعة لتطوير علاجات جديدة لأمراض أخرى مزمنة ومتعددة، مثل أمراض المناعة الذاتية والالتهابات المزمنة، من خلال الاستفادة من قدرات الخلايا التائية في تنظيم الاستجابة المناعية بشكل دقيق وفعال. ويأمل الفريق الطبي في أن تسهم هذه التقنية في تحسين جودة حياة المرضى، وتقليل العبء المالي على الأنظمة الصحية، وتحقيق نتائج علاجية أفضل على المدى الطويل.

تجسد هذه الابتكارات الطبية رؤية الإمارات الطموحة في تعزيز البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا الصحية، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة لتقديم خدمات صحية متقدمة ومستدامة، وتحقيق الأمن الصحي للمجتمع. كما تعكس الجهود المبذولة في هذا المجال التزام الإمارات بدعم الابتكار والتميز في قطاع الرعاية الصحية، وتحقيق التكامل بين البحث العلمي والتطبيق العملي لخدمة الإنسان.

في الختام، يمثل استخدام الخلايا التائية في علاج السرطان نقلة نوعية في عالم الطب، ويؤكد على قدرة الإمارات على مواكبة أحدث التطورات العلمية، وتقديم حلول علاجية مبتكرة تساهم في تحسين حياة المرضى وتوفير رعاية صحية متطورة بتكلفة معقولة، مما يعزز من مكانة الدولة في مجال الصناعات الطبية الحيوية على المستوى العالمي.