محمد بن زايد يبدأ زيارة دولة رسمية إلى تركيا لتعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين
وصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى تركيا في زيارة رسمية رفيعة المستوى تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير أوجه التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات. وتأتي هذه الزيارة في إطار اهتمام القيادة الإماراتية بتقوية العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، لا سيما تركيا التي تعد شريكًا مهمًا في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، حيث تتقاطع مصالحهما في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
ويشارك محمد بن زايد خلال الزيارة في سلسلة من اللقاءات المهمة مع كبار المسؤولين الأتراك، من بينها مباحثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان لاستعراض مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي والأمني. وتهدف هذه المحادثات إلى وضع أسس متينة لتنمية هذه الشراكات، والبحث في فرص الاستثمار المشترك والمبادرات التنموية والاستراتيجية التي تخدم شعبي البلدين وتعزز الاستقرار في المنطقة.
كما تركز الزيارة على تعزيز التعاون في قطاعات حيوية عدة منها الطاقة والتكنولوجيا والسياحة والبنية التحتية، مع التأكيد على أهمية تعزيز التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بين الإمارات وتركيا. وتأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه كلا الدولتين إلى توسيع آفاق العلاقات الاقتصادية من خلال اتفاقيات جديدة تخدم مصلحة البلدين وتدعم جهودهما في بناء اقتصاديات قوية ومستدامة.
بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي، يتناول الجانب السياسي في الزيارة التنسيق والتشاور حول قضايا إقليمية مهمة، حيث تسعى الإمارات وتركيا إلى وضع مواقف موحدة تساهم في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، مع التركيز على معالجة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط والعمل على دعم الحلول السلمية للنزاعات القائمة. ومن المتوقع أن تدفع هذه الزيارة بعجلة التنسيق السياسي والدبلوماسي بين البلدين إلى مستويات أعلى، تعكس عمق العلاقات وروح التعاون التي تجمعهما.
تأتي هذه الزيارة في إطار التوجه الإماراتي لتوسيع الدبلوماسية الاقتصادية وتعزيز التفاهم الإستراتيجي مع شركاء عالميين وإقليميين، وذلك من خلال بناء تحالفات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وتعبر الإمارات عن مدى حرصها على تعزيز علاقاتها مع الدول التي لها وزنها على المستوى الإقليمي، ودفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أوسع تثمر عن فرص مشتركة في التقدم والتنمية.
تُعد زيارة محمد بن زايد إلى تركيا رسالة واضحة تعكس تعزيز الدور الإماراتي الفاعل في الساحة الدولية والإقليمية، حيث تسعى الدولة إلى بناء جسور التعاون مع مختلف الدول في بيئة سياسية واقتصادية معقدة، والعمل على تحقيق بيئة مستقرة تتيح فرص النمو والتنمية لشعوب المنطقة.
بشكل عام، من شأن هذه الزيارة أن تفتح آفاقاً جديدة في العلاقات التركية الإماراتية، وتجسد توجهات قيادتي البلدين في خلق شراكة استراتيجية تدعم المصالح العليا وتعزز العمل المشترك في مختلف المجالات، بما يضمن تحقيق السلام والتنمية لشعوب المنطقة ويدعم دور البلدين كركائز رئيسية في تحقيق الاستقرار الإقليمي.