أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قرارًا باعتماد موازنة الجامعة القاسمية للعام الدراسي الحالي، إلى جانب تخصيص 500 منحة دراسية شاملة للطلاب المتفوقين والمتميزين من داخل الإمارة وخارجها. يأتي هذا القرار في إطار الدعم المتواصل لقطاع التعليم العالي في الشارقة، والذي اعتُبر من الركائز الأساسية لتطوير المجتمع وتعزيز قدرات الشباب وتأهيلهم لمواجهة تحديات المستقبل.

تعكس الموازنة المعتمدة توجهات جامعة القاسمية نحو التوسع في البرامج الأكاديمية والتطوير المؤسسي، حيث ستركز الميزانية الجديدة على توفير بنية تحتية حديثة، وتحسين جودة التعليم والتدريب، بالإضافة إلى تعزيز البحث العلمي والابتكار. وستساهم هذه الخطوة في رفع كفاءة الكوادر الأكاديمية والإدارية بالجامعة، ودعم توسيع مساحات التعليم والتخصصات المتنوعة التي تتيح أمام الطلاب فرصًا أكبر لاستكشاف ميادين جديدة تتوافق مع احتياجات سوق العمل.

أما بالنسبة لمنح الطلاب، فتأتي كجزء من استراتيجية الجامعة لتعزيز فرص التعليم الجامعي وتمكين الطلاب الذين يمتلكون الطموح والرغبة في التفوق ولكن قد يواجهون تحديات مالية تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم العلمية. وتم تصميم هذه المنح بحيث تغطي معظم التكاليف الدراسية، مما يخفف العبء المالي عن الطلاب وعائلاتهم ويشجع على المزيد من الالتحاق بالجامعة. كما أن هذه المبادرة تعكس حرص حاكم الشارقة على الاستثمار في الإنسان وتطوير الإمكانات العلمية والثقافية للشباب باعتبارهم الركيزة الأساسية للنهوض بالمجتمع وبناء مستقبل مزدهر.

وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية شاملة لتعزيز مكانة الشارقة كمركز علمي وثقافي رائد في المنطقة، حيث تسعى القيادة الحكيمة للإمارة إلى ضمان توفير بيئة تعليمية متطورة تلبي مختلف احتياجات الطلاب، وتدعم تطلعاتهم للتميز والابتكار. كما تدعم جهود الجامعة لتوثيق شراكاتها على المستويين المحلي والدولي، مما يسهم في تحقيق مقاييس جودة تعليم عالمية ومحفزات إضافية للطلبة الباحثين عن التميز الأكاديمي.

وسيشمل تخصيص الموازنة تنفيذ مشاريع تطوير جديدة تستهدف تحسين المرافق الجامعية، وتوفير التقنيات الحديثة التي تساعد في تسهيل عمليات التعليم والتعلم، إضافة إلى تعزيز خدمات الطلاب والمجتمع الجامعي بشكل عام. كما يُتوقع أن تسهم هذه الموارد في جذب المزيد من الكفاءات التدريسية وتقديم برامج دراسات عليا وبحوث تساهم في الارتقاء بالجامعة إلى مصاف الجامعات العالمية.

إن هذا الدعم المستدام للجامعة القاسمية يعكس الرؤية الاستراتيجية لحاكم الشارقة في بناء مجتمع معرفي قادر على المنافسة والإبداع، ويدل على الالتزام بدعم مراكز التعليم التي تعتبر وجهة النمو والتطوير للذهنية الواعية في الإمارة. ويؤكد هذا القرار الاهتمام المتزايد بتوفير فرص متكافئة في التعليم، ما يعزز من ثقافة الطموح والطاقة الإيجابية بين الشباب ويدفع نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

باختصار، فإن اعتماد موازنة الجامعة القاسمية ومنح 500 منحة دراسية هو مؤشر قوي على الدور الريادي والمستمر للشارقة في دعم التعليم الجامعي وتمكين الشباب، ويؤكد حرص الإمارة على استثمار مواردها في بناء أجيال قادرة على تحقيق التنمية المستدامة والمساهمة الفاعلة في الإبداع والتقدم محليًا وعالميًا.