تُعتبر علياء عبدالسلام نموذجاً فريداً للمرأة الإماراتية التي كسرت كل الحواجز والتقاليد لتدخل عالم سباقات السيارات، خصوصاً في فئة الفورمولا 4 التي تعد واحدة من أصعب وأسرع رياضات المحركات في العالم. بداية من شغفها المبكر بالسرعة والتحدي، ومن خلال إرادتها القوية وتصميمها على النجاح، تمكنت علياء من خوض منافسات سيارات السباق في ظروف مليئة بالصعوبات والتحديات التي لا تقل عن تلك التي يواجهها الرجال في هذا المجال، بل قد تزيد بسبب قيود المجتمع وتقاليده التي لطالما وضعت حداً لمشاركة المرأة في الرياضات القتالية والمنافسات الخطرة.

خلال رحلتها في سباقات الفورمولا 4، واجهت علياء العديد من العقبات على المستويات الفنية والجماعية، حيث تطلب الأمر منها ليس فقط التدريب المكثف لاكتساب المهارات القيادية الدقيقة وفهم أدق تفاصيل السيارة وتقنياتها، بل ومواجهة نظرة الكثيرين الذين شككوا في قدرتها على المنافسة في ظل بيئة يغلب عليها الطابع الذكوري. لم تكن تلك المرحلة سهلة، لكنها اعتمدت على صبرها وعزيمتها في مواصلة التعلم والتطور، مما منحها فرصة لمعرفة كيف تتعامل مع السرعة العالية، والتحكم في السيارة في ظروف صعبة على حلبات السباق، وكيفية اتخاذ القرارات السريعة التي تصنع الفارق بين الفوز والخسارة.

بالإضافة إلى مهارات القيادة، أصبحت علياء رمزاً للإصرار والتحدي في مجتمعها، حيث تلهم الكثير من الفتيات لتحدي المستحيل والخروج من منطقة الراحة، وإثبات أن القوة والموهبة لا جنس لهما. في هذا السياق، عملت على بناء شبكة دعم قوية من العائلة، والمدربين، والمتخصصين في عالم الرياضة، مما ساهم في تعزيز ثقتها بنفسها وتوجيهها نحو تحقيق أفضل النتائج. كما أصبحت مشاركتها في سباقات الفورمولا 4 نقطة تحول تجسد التطور الكبير الذي تشهده دولة الإمارات في دعم الرياضات المختلفة وتمكين المرأة من الانخراط في المجالات التي كانت سابقاً حكراً على الرجل.

ولا يقتصر إنجاز علياء على تصدرها للمنافسات فحسب، بل تجاوز ذلك إلى كونها سفيرة حقيقية للرياضة الإماراتية في الساحات العالمية، حيث تمثل بلدها بكل فخر في سباقات تجمع نخبة من السائقين الشباب من مختلف البلدان. وبفضل تفوقها وإصرارها، استطاعت أن تبرز اسمها في قوائم المتألقين، ما يبعث رسالة قوية تؤكد أن العمل الجاد والمثابرة يمكن أن يحدثا فارقاً مهما كانت الصعاب أو التحديات المحيطة.

تاريخ علياء عبدالسلام في عالم الفورمولا 4 ليس مجرد قصة نجاح شخصية، بل هو قصة تحدٍ مستمرة للقيود، ورؤية طموحة لمستقبل امرأة إماراتية قادرة على اقتحام عالمي السرعة والتنافس بثقة وشجاعة. وتستمر رحلتها حاملةً اسم الإمارات عالياً، مع وعد بتقديم المزيد من الإنجازات التي تضعها في مقدمة أسماء السائقين المميزين في هذا المجال، وتشجع جيل الشباب على الإيمان بأن لا شيء مستحيل أمام الإرادة والعزيمة. بهذا الشكل، تتحول قصة علياء من مجرد قصة رياضية إلى مصدر إلهام للعديد من الشباب الإماراتي والعربي، الرافع شعار تحدي المستحيل وتحقيق الأحلام مهما بدت صعبة.