تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تجسيد رسالتها الإنسانية والحضارية من خلال ما تقدمه من مساعدات خارجية سخية وشاملة لدول العالم المختلفة، تأكيدًا على التزامها الراسخ بدعم مسيرة التنمية والازدهار، وترسيخ مفاهيم التضامن والتعاون الدولي في مواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية.

لقد أصبحت المساعدات الخارجية الإماراتية نموذجًا عالميًا يُحتذى به في العطاء غير المشروط، حيث لا تميز الدولة في تقديم دعمها بين دولة وأخرى، أو بين شعب وآخر، بل تعتمد على نهج إنساني قائم على المبادئ النبيلة، وعلى رؤية واضحة تهدف إلى نشر الخير وتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة. وتغطي المساعدات الإماراتية مختلف المجالات، بدءًا من الغذاء والدواء، مرورًا بالتعليم والرعاية الصحية، وانتهاءً بإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية ودعم مشاريع البنية التحتية في الدول النامية والمتضررة.

وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية شاملة تتبناها الإمارات لتعزيز دورها كشريك أساسي في جهود التنمية العالمية، وتأكيدًا على إيمانها بأن الاستقرار العالمي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال دعم الدول الفقيرة ومساعدة المجتمعات الهشة على تجاوز الأزمات والتحديات. وقد ترجمت الدولة هذا الإيمان إلى واقع ملموس من خلال مساهماتها في دعم ملايين الأشخاص حول العالم، سواء في أوقات السلم أو أثناء الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة.

وقد حظيت هذه المبادرات الإماراتية بإشادة دولية واسعة، باعتبارها تعبيرًا صادقًا عن مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه شعوب العالم، كما أنها تُظهر وجهًا مشرقًا للسياسة الخارجية الإماراتية، التي تقوم على مد جسور التعاون، وتعزيز السلام، وتحقيق التنمية العادلة للجميع.

ولا تقتصر مساهمات الإمارات على المساعدات العاجلة فقط، بل تتضمن أيضًا دعمًا طويل الأجل لمشاريع تنموية تهدف إلى تمكين المجتمعات اقتصاديًا وتعليميًا وصحيًا، ما يجعل أثرها يمتد لسنوات طويلة ويساهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وهكذا تبرهن دولة الإمارات، من خلال مساعداتها الخارجية المتواصلة، على أن رسالتها الحضارية لا تقتصر على الداخل فحسب، بل تمتد لتغطي أرجاء المعمورة، وترسخ حضورها الفاعل في المشهد الإنساني العالمي، وتؤكد أن العطاء نهج راسخ وجزء أصيل من هويتها الوطنية ورسالتها إلى الإنسانية.