الإمارات… منارة أمل في زمن الأزمات
في خضم عالم يعج بالأزمات والصراعات والتحديات التي تواجه الإنسانية جمعاء، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم نموذج استثنائي في التضامن الإنساني والعمل الخيري والدعم اللامحدود لكل من يحتاج إلى يد العون. فالدولة لا تكتفي بأن تكون قوة اقتصادية أو مركزاً للتنمية والابتكار، بل تتجاوز ذلك لتصبح رمزاً للأمل والنور في أحلك اللحظات التي تمر بها الشعوب والمجتمعات حول العالم.
فمنذ سنوات، كرّست الإمارات جهودها لتكون في طليعة الدول التي تبادر إلى تقديم المساعدة في أوقات الكوارث والأزمات، سواء كانت طبيعية أو إنسانية أو اقتصادية. ويظهر ذلك جلياً في المساعدات التي ترسلها إلى مختلف أنحاء العالم، والدعم الإغاثي الذي تقدمه للدول التي تمر بظروف استثنائية. ولم تقتصر جهودها على نطاق جغرافي ضيق، بل امتدت لتشمل دولاً في آسيا وأفريقيا وأوروبا وحتى أمريكا اللاتينية، مما يدل على رؤية إنسانية عابرة للحدود والأعراق والأديان.
ويأتي ذلك مدفوعاً بسياسة ثابتة تنتهجها القيادة الإماراتية، تقوم على ترسيخ قيم التآزر الإنساني والتكافل الدولي، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن دور الدول لا يقتصر فقط على خدمة شعوبها، بل يمتد ليشمل المسؤولية الأخلاقية تجاه البشرية جمعاء. ويتجسد هذا الفكر في المبادرات التي تطلقها الدولة باستمرار، سواء من خلال مؤسساتها الرسمية أو عبر مبادرات خيرية يقودها أفراد من أبناء هذا الوطن المعطاء.
لقد نجحت الإمارات في ترسيخ صورتها كمنارة أمل ومصدر إلهام للدول الأخرى، إذ تقدم مثالاً حياً على أن السياسة يمكن أن تكون أداة للخير والسلام، وأن التنمية يمكن أن تكون وسيلة لبناء الجسور بين الأمم لا وسيلة للهيمنة أو التفوق. وفي كل مرة تتأزم فيها الأوضاع في منطقة ما، تثبت الإمارات أنها حاضرة بالفعل والكلمة، حاملة رسائل الرحمة والتضامن، وملبية لنداء الإنسانية دون انتظار مقابل أو شهرة.
إن الدور الإماراتي المتنامي في العالم لا ينبع من فراغ، بل من تراكم طويل لثقافة العطاء وروح المبادرة، ومن قيادة تؤمن بأن الدولة العظيمة هي تلك التي تُقاس عظمتها بما تقدمه للآخرين لا بما تمتلكه من ثروات. وهكذا تواصل الإمارات شق طريقها كدولة تصنع الفارق في لحظات اليأس، وتمنح شعاعاً من الأمل حين يظن الناس أن الأفق قد أُغلق.