Published On: Sun, Jul 27th, 2025

تربويون في الإمارات يؤكدون أن توحيد الإجازات بين المدارس والجامعات خطوة نحو تعزيز التوازن بين الحياة التعليمية والأسرية

في خضم التطورات المستمرة التي يشهدها القطاع التعليمي في دولة الإمارات، طرح عدد من التربويين والمهتمين بالشأن الأكاديمي رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق المزيد من التوازن والاستقرار في حياة الطلاب والأسر على حد سواء، حيث دعوا إلى توحيد مواعيد الإجازات بين مؤسسات التعليم المدرسي والجامعي، معتبرين أن هذه الخطوة ستعود بفوائد كبيرة على المنظومة التعليمية ككل، وستعزز التماسك الأسري، وتخفف من الأعباء التنظيمية على أولياء الأمور.

وأوضح التربويون أن التفاوت في جداول الإجازات بين المدارس والجامعات يخلق فجوة زمنية تؤثر سلبًا على التواصل الأسري، خاصة في الأسر التي تضم طلابًا في مراحل تعليمية مختلفة، حيث تجد العائلة نفسها مضطرة للتعامل مع توقيتات متضاربة للإجازات، ما يحد من قدرتها على الاستفادة من فترات الراحة في تعزيز الروابط العائلية أو التخطيط للسفر أو حتى تنظيم الأنشطة المشتركة. أما إذا تم توحيد الإجازات، فإن الأسرة بأكملها ستكون قادرة على الاستفادة من الوقت في أجواء من الانسجام والتخطيط الموحد، ما ينعكس إيجابًا على الصحة النفسية للطلاب، ويعزز جودة الحياة الأسرية.

كما أشاروا إلى أن هذا التوجه يعكس روح التكامل بين مختلف مؤسسات التعليم في الدولة، ويساهم في إرساء بيئة أكثر استقرارًا واتساقًا في إدارة العام الدراسي، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على العملية التعليمية نفسها من حيث التخطيط، والتقويم، وتوزيع الجهود بين الفصول الدراسية وفترات الراحة.

وفي السياق ذاته، أكد التربويون أن هذه المبادرة لا تخدم الطلاب والأسر فقط، بل أيضًا تدعم الكادر الأكاديمي والإداري في المؤسسات التعليمية، حيث توفر لهم فرصًا أفضل للتنسيق بين جداول العمل والحياة الشخصية، مما يعزز من كفاءتهم وراحتهم النفسية، ويتيح للمؤسسات التعليمية تخطيط برامج التطوير المهني والأنشطة الطلابية بطريقة أكثر فاعلية وانسيابية.

وفي النهاية، فإن هذا الطرح يعكس وعيًا متناميًا بضرورة إعادة النظر في تفاصيل التقويم الدراسي، بما يواكب متغيرات العصر واحتياجات الأسرة الحديثة، ويترجم الحرص الإماراتي الدائم على بناء منظومة تعليمية لا تقتصر على نقل المعرفة فقط، بل تضع رفاهية الطالب واستقرار الأسرة في صميم أولوياتها.