وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة تدعو إلى تجنب الدفن وقت الظهيرة حفاظًا على كرامة الموتى وراحة المشيعين
؛ي خطوة تعبّر عن حرصها على تطبيق تعاليم الدين الحنيف ومراعاة الظروف المناخية القاسية، أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة نداءً هامًا دعت فيه إلى تجنب إجراءات دفن الموتى خلال ساعات الظهيرة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في هذه الأوقات من اليوم، الأمر الذي قد يتسبب في مشقة كبيرة على ذوي المتوفى والمشيعين، إلى جانب احتمالية تعرضهم لمضاعفات صحية نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة.
ويأتي هذا التوجيه في إطار التيسير على الناس والحفاظ على قدسية الموقف ومراعاة الأبعاد الإنسانية، حيث أوضحت الوزارة أن الظروف الجوية في فترات الظهيرة قد تُعيق إقامة مراسم الدفن في أجواء يسودها السكون والخشوع، كما أن حرارة الجو قد تُعجّل بتلف بعض تجهيزات الدفن أو تؤثر على كفاءة العاملين في المقابر الذين يؤدون واجبهم الإنساني في ظروف شاقة.
وشددت الوزارة على أن دعوة تجنب الدفن وقت الظهيرة ليست إلزامية أو قسرية، وإنما توصية مبنية على قواعد شرعية وأسس إنسانية تهدف إلى توفير الراحة والرحمة للجميع، دون الإخلال بأحكام الشريعة التي تجيز الدفن في أي وقت من اليوم، إلا أن الأفضلية تكون في ساعات الصباح أو ما بعد العصر، حيث تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالًا وتتاح فرصة حضور أكبر عدد من أهل الفقيد والمعزين.
كما دعت الجهات المختصة بالمقابر والعاملين بها إلى التعاون مع ذوي المتوفين وتقديم النصيحة المناسبة بشأن التوقيت الأفضل للدفن، مع التأكيد على مراعاة الحالات الاستثنائية أو الطارئة التي تتطلب التعجيل بالدفن لأي أسباب خاصة. وأكدت الوزارة أن توجيهاتها هذه تنبع من فهم دقيق للواقع ومن منطلق مسؤوليتها الدينية والاجتماعية تجاه المجتمع.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات التوعوية التي تسعى الوزارة من خلالها إلى تعزيز ثقافة الرفق والرحمة والاعتدال في مختلف الممارسات المتعلقة بالشعائر الدينية، وتأكيدًا على أن الدين الإسلامي يحمل في جوهره مراعاة الإنسان في جميع أحواله، سواء في حياته أو بعد وفاته.