Published On: Tue, Jul 29th, 2025

أبوظبي تحدد الحد الأقصى لوزن الحقيبة المدرسية بما لا يتجاوز 10% من وزن الطالب حفاظًا على صحته وسلامة عموده الفقري

في إطار حرصها على ضمان بيئة تعليمية صحية وآمنة للطلاب في المراحل الدراسية المختلفة، أصدرت الجهات التعليمية في إمارة أبوظبي توجيهات واضحة بشأن الوزن المسموح به للحقيبة المدرسية التي يحملها الطالب يوميًا، حيث تم تحديد الحد الأقصى لهذا الوزن ليكون بنسبة لا تتجاوز 10% من وزن الطالب نفسه. ويأتي هذا القرار في إطار سعي السلطات التعليمية لحماية الطلاب من الأضرار الجسدية التي قد تنتج عن حمل أوزان ثقيلة على ظهورهم لفترات طويلة خلال اليوم الدراسي.

وتعكس هذه الخطوة وعيًا متزايدًا من الجهات المعنية بالتعليم بصحة وسلامة الطلاب، خصوصًا في مراحل الطفولة والمراهقة، التي يكون فيها الجهاز العضلي والهيكلي للطفل لا يزال في طور النمو والتكوين، مما يجعل أي حمل زائد على العمود الفقري أو الكتفين سببًا مباشرًا في مشاكل صحية خطيرة قد تستمر مع الطالب لسنوات طويلة. وتؤكد التوجيهات أن الاهتمام لا يقتصر فقط على جودة التعليم والمناهج، بل يشمل أيضًا الحفاظ على البنية الجسدية والنفسية للطالب.

وقد شملت التعليمات الجديدة دعوة المدارس إلى العمل على تقليل عدد الكتب التي يحملها الطالب بشكل يومي من خلال تنسيق الجداول الدراسية بشكل أكثر مرونة، وتشجيع استخدام الوسائل التعليمية الرقمية كبديل عن الاعتماد الكلي على الكتب الورقية. كما شُدد على أهمية التزام أولياء الأمور بمتابعة وزن الحقيبة المدرسية بانتظام، والتأكد من أن الطفل لا يحمل أدوات أو أغراضًا غير ضرورية تزيد من الوزن دون حاجة.

ومن المتوقع أن يسهم هذا الإجراء في تخفيف الضغط البدني على الطلاب، وتقليل معدلات الشكاوى المتكررة من آلام الظهر والكتفين والرقبة التي باتت تظهر لدى الأطفال في سن مبكر بسبب الأحمال الزائدة. كما يعكس هذا القرار مدى إدراك الجهات التعليمية في أبوظبي لأهمية بناء جيل صحي ومتوازن جسديًا ونفسيًا، في ظل التغيرات التكنولوجية وأنماط الحياة التي تتطلب جهداً إضافيًا لمواكبة التحديات دون المساس بصحة الطلبة.

ويعد هذا التوجيه جزءًا من مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تطوير العملية التعليمية لتكون أكثر مرونة وإنسانية، حيث لم تعد تقتصر على تلقين المعرفة فقط، بل تشمل ضمان بيئة مدرسية تراعي أدق تفاصيل يوم الطالب، وتعمل على خلق تجربة تعليمية متكاملة تنعكس إيجابًا على أداء الطالب داخل المدرسة وخارجها.