Published On: Wed, Jul 30th, 2025

برنامج الخدمة الوطنية.. نموذج حي للانضباط والتضحية وبوابة الشباب نحو خدمة الوطن بكل فخر واعتزاز

يُعد برنامج الخدمة الوطنية أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدولة في بناء جيل من الشباب يتمتع بروح الانتماء والانضباط والمسؤولية، حيث يمثل هذا البرنامج الوطني نموذجًا فريدًا في تحويل الطاقات الشبابية إلى قوة إيجابية تسهم بفعالية في خدمة المجتمع والدفاع عن مقدرات الوطن ومكتسباته.

هذا البرنامج لا يقتصر على كونه التزامًا قانونيًا أو واجبًا وطنيًا فحسب، بل هو تجربة متكاملة تصقل شخصية الفرد، وتعزز في داخله القيم العسكرية والانضباط الذاتي، وتُرسّخ مفهوم العمل الجماعي والتضحية في سبيل المصلحة العامة. فخلال فترة الخدمة، يخضع الشباب لتدريبات شاملة تغطي الجوانب البدنية والنفسية والعقلية، ويتلقون برامج تعليمية وتثقيفية تسهم في توسيع مداركهم ورفع كفاءتهم في مختلف المجالات، بما يؤهلهم للقيام بأدوار فعّالة في الحياة العسكرية والمدنية على حد سواء.

ولعل من أبرز ما يميز برنامج الخدمة الوطنية هو قدرته على غرس الروح الوطنية في نفوس الشباب، حيث يعيش المجندون تجربة واقعية تُقربهم من مفهوم الدفاع عن الوطن، ليس فقط بالسلاح، ولكن بالعلم والعمل والانضباط والالتزام. كما يُعزز البرنامج ثقة الشباب في قدراتهم، ويُسهم في بناء شخصية قوية وقادرة على مواجهة التحديات، وهو ما ينعكس لاحقًا على أدائهم في مختلف القطاعات التي ينخرطون بها بعد انتهاء فترة خدمتهم.

ويُنظر إلى هذا البرنامج بوصفه بوابة العبور نحو مستقبل أكثر نضجًا ومسؤولية، فهو يُخرج شبابًا أكثر وعيًا بحقوقهم وواجباتهم، وأقدر على خدمة وطنهم بإخلاص، سواء في الميدان العسكري أو في الحياة العملية والاجتماعية. كما أنه يمثل استثمارًا حقيقيًا في الإنسان، باعتباره الثروة الأهم في بناء الأمم.

العديد من المجندين السابقين يشيرون إلى أن تجربة الخدمة الوطنية غيّرت حياتهم بشكل جذري، وفتحت أمامهم آفاقًا جديدة لم يكونوا يدركونها من قبل. فقد تعلّموا فيها قيم الالتزام والدقة، وعاشوا تجربة الانخراط في عمل جماعي منظم، واكتسبوا مهارات حياتية وعملية جعلتهم أكثر تأهيلاً وثقة في مواجهة تحديات الحياة المستقبلية.

ومن جهة أخرى، يشكل البرنامج حلقة وصل متينة بين أفراد المجتمع والقوات المسلحة، ويُعزز من مكانة المؤسسة العسكرية في الوجدان الشعبي، باعتبارها الدرع الحامي للوطن وسنده في أوقات الشدة والسلم على حد سواء.

في نهاية المطاف، فإن برنامج الخدمة الوطنية لم يعد مجرد مرحلة عابرة في حياة الشباب، بل أصبح عنوانًا للفخر والانتماء، ودليلًا حيًا على أن الشباب قادرون على أن يكونوا في الصفوف الأولى حينما يستدعيهم نداء الوطن، ليس فقط بالقوة، بل بالعقل والإرادة والانضباط، ليظل هذا البرنامج شاهدًا دائمًا على أن حب الوطن يُترجم بالأفعال لا بالشعارات.