للـيوم الثالث على التوالي.. الإمارات تواصل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة جوًا ضمن عملية “طيور الخير”
في إطار جهودها الإنسانية المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، ولليوم الثالث على التوالي، تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات الإغاثية فوق قطاع غزة ضمن مبادرة “طيور الخير”، التي أطلقتها الدولة استجابةً للظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهالي القطاع نتيجة العدوان المتواصل، وما خلّفه من دمار واسع ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية الأساسية.
وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من التحركات الإغاثية التي تقودها الإمارات منذ بداية الأزمة، في تجسيد حيّ لنهجها الإنساني المتجذّر، الذي لا يتوقف عند حدود أو حواجز، بل يسعى دائمًا للوصول إلى المتضررين أينما كانوا، وخاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية بسبب الحصار أو ظروف النزاع. وقد سخّرت الدولة إمكاناتها الجوية واللوجستية لتنفيذ هذه العمليات بدقة وكفاءة عالية، من خلال طائرات شحن متخصصة قادرة على تنفيذ إسقاط المساعدات من ارتفاعات آمنة.
وتهدف العملية إلى إيصال المواد الغذائية الأساسية، والأدوية، والمستلزمات الطبية، وعبوات المياه، والاحتياجات الضرورية الأخرى إلى مئات الآلاف من الأسر المحاصرة في القطاع، في ظل الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية وتراجع القدرة على توفير هذه المواد بالطرق المعتادة، خاصة مع تدمير عدد كبير من المراكز الصحية والمخازن والأسواق.
وقد لاقت هذه الجهود إشادة واسعة من قبل سكان غزة، الذين اعتبروا أن الإمارات لا تزال من الدول القليلة التي تبادر بالفعل لا بالقول، وتحرص على الوقوف معهم في أوقات الشدائد، من خلال تحركات فعلية ملموسة. كما عبّر عدد من المسؤولين الإنسانيين والناشطين عن امتنانهم لهذا النوع من العمليات، التي لا تكتفي بالتنديد أو إصدار البيانات، بل تسعى لتقديم العون الفوري لمن هم في أمسّ الحاجة إليه.
اللافت في عملية “طيور الخير” أنها تتسم بالاستمرارية والتنظيم، إذ تُنفّذ وفق خطط مدروسة بالتنسيق مع جهات دولية إنسانية، لضمان وصول المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من السكان المتضررين، وتجنّب وقوعها في أيدي غير المستحقين. وقد تم اختيار مواقع الإسقاط بعناية فائقة استنادًا إلى تقييم ميداني دقيق للاحتياجات العاجلة داخل القطاع.
وتجسد هذه الحملة الإماراتية، من جديد، الموقف الثابت للدولة في دعم الأشقاء الفلسطينيين، وتؤكد أنها لن تتخلى عن دورها التاريخي والإنساني، سواء في زمن السلم أو وقت الأزمات. وهي رسالة واضحة بأن الإمارات ستبقى دائمًا على العهد، نصيرًا للإنسانية، وسندًا للشعوب المتضررة، متسلحةً برؤية قيادتها التي تضع الإنسان في قلب الأولويات، وتعتبر أن الدعم الإنساني واجب أخلاقي قبل أن يكون التزامًا سياسيًا أو دبلوماسيًا.
ومن المنتظر أن تستمر عمليات الإسقاط خلال الأيام القادمة ضمن خطة موسعة تهدف إلى سد العجز في الإمدادات الأساسية داخل قطاع غزة، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، أو يتم فتح الممرات الآمنة لنقل المساعدات عبر البر.