في خطوة تعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت بدعم الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، ترأس صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى الذي خُصص لمناقشة سبل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتعزيز تنفيذ مبدأ حل الدولتين.

ويأتي هذا المؤتمر في ظل تزايد التوترات السياسية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية، وفي وقت تتضاعف فيه الدعوات الدولية لإيجاد مخرج عادل ومستدام للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما يضمن للفلسطينيين حقهم الكامل في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وقد حظي المؤتمر بحضور رسمي رفيع المستوى من ممثلين عن حكومات وبرلمانات ومنظمات إقليمية ودولية، بالإضافة إلى نخبة من صانعي القرار والخبراء في الشؤون السياسية والدبلوماسية.

وخلال مشاركته، نقل صقر غباش تأكيد دولة الإمارات على موقفها الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. وشدد على أن دولة الإمارات ترى في حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم، وأن استمرار الاحتلال وسياسات التوسع الاستيطاني وغياب الأفق السياسي لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي المحتلة.

كما أكد غباش أن الإمارات، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، لم تدّخر جهدًا في دعم الشعب الفلسطيني، سواء من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية المباشرة، أو من خلال دعم الجهود السياسية والدبلوماسية في كافة المحافل الدولية التي تهدف إلى إنصاف الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أن الإمارات ترى أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لن يكون ممكنًا دون الوصول إلى تسوية شاملة تُنهي هذا الصراع الذي استمر لعقود.

وأكد الوفد الإماراتي في كلمته خلال المؤتمر على ضرورة التحرك الجاد من قبل المجتمع الدولي لتفعيل آليات تنفيذية حقيقية تلزم الأطراف المعنية باحترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وإعادة إطلاق عملية السلام وفق جدول زمني واضح ومحدد، يفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

واختتم غباش مداخلته بالتأكيد على أن دولة الإمارات ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين من أجل تعزيز فرص السلام، وستبقى داعمة لكل الجهود التي تصب في مصلحة القضية الفلسطينية وتخدم استقرار وأمن المنطقة بشكل عام، مؤكدًا أن العدالة هي الأساس الحقيقي للسلام، وأن إنصاف الفلسطينيين هو مفتاح استقرار دائم طال انتظاره.