الملك: أنا أول من يشعر بالغضب جراء ما يحدث في غزة
في تصريح هام، أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني على موقف الأردن الثابت تجاه الأشقاء في غزة، مشدداً على أن المملكة ستظل الداعم الأكبر لهم في مواجهة الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع. هذا التأكيد جاء خلال لقاء جمع جلالته بشخصيات إعلامية، حيث استعرض الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الحرب وتكثيف الاستجابة الإنسانية.
أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني أن الأردن سيظل السند الأكبر للأهل في غزة، التي تشهد كارثة إنسانية تفوق أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث. وأشار جلالته، خلال لقائه شخصيات إعلامية في قصر الحسينية، إلى استمرار الأردن بتقديم كل ما يستطيع من منطلق الواجب الأخلاقي والإنساني والعروبي، لافتا إلى جهود المملكة الدبلوماسية واللقاءات مع قادة ألمانيا وكندا أخيرا والاتصالات المستمرة مع القادة العرب والشركاء الدوليين للضغط باتجاه إنهاء الحرب على غزة وتكثيف الاستجابة الإنسانية.
وأضاف جلالة الملك: “تؤلمنا معاناة الأشقاء وتمس إنسانيتنا في الصميم، ليس فقط لأن ما يحصل قريب منا جغرافيا، بل لأن بلدنا بُني على المحبة المتبادلة والوقوف إلى جانب كل من يواجهون المعاناة.”
وأردف جلالته: “إننا ندرك تماما أن جهود الإغاثة الحالية، رغم أهميتها، لا تكفي لمواجهة هول معاناة جسيمة كهذه، إذ تتم إبادة عائلات بأكملها ويتم تجويع الأطفال، لكننا مستمرون في تقديم كل ما بوسعنا من منطلق واجبنا الأخلاقي والإنساني والعروبي، الذي لا نمن به ولا ننتظر الشكر عليه. فنحن لا نتجاهل نداء جارنا المحتاج.”
ولفت جلالة الملك إلى أن مشاعر الغضب التي تعصف بقلوب الأردنيين جراء ما يحدث في غزة من قتل وتجويع لا تخفى على أحد، مؤكداً أنه أول من يشعر بذلك. وأضاف أنه على يقين تام بأن جميع أبناء وبنات الشعب الأردني العظيم يودون مساعدة الأشقاء في غزة بكل الطرق الممكنة، “فأنا أعرف شعبي الأصيل حق المعرفة، وهذا هو دأب الأردنيين، نشامى وشجعان، صادقون ومستعدون لبذل كل ما بوسعهم لمساعدة أشقائهم.”
وأكد جلالته ضرورة احترام جميع وجهات النظر واختلاف أساليب التعبير عن الحزن دون اتهامات أو تهجم أو تشهير بالآخر، لأن ما يجمعنا كأردنيين هو وحدتنا الوطنية المتينة التي لا تنال منها الاختلافات.
ودعا جلالة الملك إلى الموازنة بين الحزن على غزة والتضامن مع الأشقاء، والمضي قدما في مواصلة مظاهر الحياة، لأن ذلك يمثل ضرورة وطنية ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، مضيفا: “إن وقف سير الحياة الطبيعية والإضرار بالاقتصاد الوطني لا يخدم مصالح الأشقاء الفلسطينيين، وهم أول من يعي ذلك”.
وشدد جلالته على أهمية استمرار العمل على تعزيز الاقتصاد وتحفيزه لتحقيق مستقبل أفضل للمواطنين، مؤكدا أن المضي قدما في الحياة لا يعني عدم الشعور بالألم والحزن لما يحصل في غزة.
وأشار جلالة الملك إلى أن غزة تحتاج إلى أردن قوي، وأن قوة الأردن هي قوة لجميع الأشقاء وقضاياهم، مجددا التأكيد على أن الأردن لا يحيد عن ثوابته العروبية الراسخة، وهو مستمر بمسيرة التحديث والتطوير، ومساندة الأشقاء. وقد نقلت هذا التصريح وكالة (خبر عاجل).
حضر الاجتماع رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ومدير مكتب جلالة الملك، المهندس علاء البطاينة.