شام قديح (عام و10 أشهر) تقاوم الموت جوعاً في خيمة بخان يونس ووالدتها تناشد إنقاذها
في قطاع غزة المحاصر، تتفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يعاني الأطفال والنساء وكبار السن من نقص حاد في الغذاء والدواء، مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع الصحية وارتفاع معدلات الوفيات. قصة الطفلة شام قديح، ليست سوى مثال واحد مأساوي على معاناة الآلاف الذين يواجهون خطر الموت جوعاً.
معاناة الطفلة شام
في خيمة صغيرة بمواصي خان يونس، تكافح الطفلة شام قديح، البالغة من العمر أقل من عامين، من أجل البقاء على قيد الحياة. تعيش شام في ظروف قاسية نتيجة نقص الغذاء والدواء، وتعاني من سوء تغذية حاد يهدد حياتها. والدة شام لا تجد سوى الماء للتخفيف من حرارة ابنتها، التي تحتاج إلى رعاية طبية عاجلة.
إسلام قديح، والدة شام، تروي لـ(خبر عاجل) أنها رزقت بطفلتها بعد سنوات من الانتظار، ولكن ابنتها تعاني منذ ولادتها من تضخم في الكبد وسوء تغذية حاد. ورغم محاولات علاجها في عدة مستشفيات، إلا أن نقص العلاج اللازم حال دون تحسن حالتها.
بعد مرور عام وعشرة أشهر، لا يزال وزن شام ثابتاً عند 4.5 كيلوغرام فقط. تخشى الأم على ابنتها بسبب ضعفها الشديد وبروز عظام القفص الصدري، ولا تستطيع توفير الحليب والحفاظات والطعام الصحي بسبب غلاء الأسعار.
وضع كارثي في غزة
لا تجد إسلام أي جهة يمكنها مساعدتها في سفر ابنتها لتلقي العلاج في الخارج، وتوجه نداء استغاثة إلى المنظمات الأممية والدولية لإنقاذ حياة شام قبل فوات الأوان.
وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الوفيات نتيجة سوء التغذية منذ بداية الحرب 154، من بينهم 89 طفلاً. وسُجلت خلال العام الحالي 100 حالة وفاة، معظمها في شهر يوليو.
يبلغ عدد المصنفين على أنهم حالات سوء تغذية 28677، وهناك 260 ألف طفل دون الخامسة بحاجة للغذاء، بالإضافة إلى آلاف الحوامل والمرضى والجرحى المعرضين لمضاعفات بسبب سوء التغذية.
قصص أخرى مأساوية
الطفلة ولاء جودة، البالغة من العمر 6 أعوام، هي مثال آخر على معاناة الأطفال في غزة. تعاني ولاء من أمراض عديدة نتيجة سوء التغذية، وتساقطت أسنانها وفقدت شعرها، وأصبحت لا تقوى على الوقوف.
والدة ولاء تضطر إلى تفتيت الخبز لابنتها حتى تستطيع ابتلاعه، وتناشد المنظمات الصحية لنقل ابنتها للعلاج في الخارج، بعد أن تلقت قراراً بالتحويل للعلاج في إحدى الدول الأوروبية، ولكن لم يُسمح لها بالسفر بسبب إغلاق المعابر.
تحذيرات دولية
حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعف بين مارس ويونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. ووفقاً لوزارة الصحة بغزة، فإن 40 ألف طفل يتهددهم خطر الموت بفعل نفاد الحليب ونقص الغذاء.
يقول الدكتور أحمد الفرا، اختصاصي قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي، إن الأوضاع في غزة كارثية، وإن منع إدخال المغذيات الأساسية يزيد من حالات سوء التغذية والوفيات. ويضيف أن المستشفيات لا تملك الإمكانات اللازمة لإنقاذ حياة حالات سوء التغذية.
يواجه سكان القطاع مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم أن أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن في قطاع غزة.