شهدت إمارة أبوظبي خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 انتعاشًا ملحوظًا في القطاع السياحي، حيث استقبلت فنادق الإمارة ما يزيد عن 2.4 مليون نزيل، وهو رقم يعكس الأداء المتصاعد لصناعة الضيافة في العاصمة الإماراتية ويؤكد على نجاح الاستراتيجيات السياحية التي تم تبنيها لتعزيز مكانة أبوظبي كوجهة مفضلة للسياح من مختلف أنحاء العالم. هذا النمو في عدد النزلاء لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة لتكامل الجهود بين الجهات المعنية بقطاع السياحة والضيافة، إضافة إلى العروض الجاذبة والتجارب الثقافية والترفيهية الثرية التي تقدمها الإمارة.

وتعد هذه الأرقام شهادة حية على الثقة المتزايدة من قبل الزوار في إمارة أبوظبي كوجهة آمنة ومتميزة تجمع بين الفخامة والحداثة، إلى جانب تراثها العريق ومعالمها السياحية الفريدة. فنادق الإمارة، والتي تنوعت ما بين فنادق فاخرة من فئة الخمس نجوم ومنتجعات شاطئية راقية وفنادق مخصصة للأعمال والعائلات، سجلت نسب إشغال عالية خلال تلك الفترة، ما يعكس تنوع الشرائح السياحية التي استهدفت الإمارة، سواء من الزوار المحليين أو من السياح القادمين من الأسواق الإقليمية والعالمية.

وقد أسهمت الفعاليات الكبرى التي نظمتها الإمارة، مثل المهرجانات الثقافية، والمعارض الدولية، والبطولات الرياضية، إلى جانب الحملات الترويجية العالمية، في تعزيز الجاذبية السياحية لأبوظبي. كما لعبت البنية التحتية المتطورة، وتسهيلات الدخول إلى الدولة، وارتفاع مستوى جودة الخدمات الفندقية، دورًا أساسيًا في استقطاب هذا العدد الكبير من النزلاء في فترة زمنية قصيرة.

وإلى جانب السياحة الترفيهية، شهدت الإمارة ارتفاعًا في عدد زوار السياحة العلاجية وسياحة المؤتمرات والأعمال، وهو ما يعكس تنوع القطاعات التي تستفيد من تدفق الزوار إلى أبوظبي. كما كان لسوق السياحة المحلية دور فعال في دعم هذا النمو، إذ فضل كثير من المواطنين والمقيمين قضاء إجازاتهم القصيرة والعطلات داخل الدولة، ما ساعد على استدامة الحركة السياحية ورفع معدلات الإشغال.

وبالنظر إلى هذه المؤشرات الإيجابية، يتوقع أن تواصل الإمارة تحقيق المزيد من النمو في النصف الثاني من عام 2025، مع توقعات بارتفاع عدد النزلاء بشكل أكبر خلال فترات الذروة السياحية القادمة، لا سيما مع الإعلان عن العديد من الفعاليات والبرامج التي تستهدف تعزيز التجربة السياحية وتوسيع الخيارات المتاحة للزوار. وتؤكد هذه النتائج أن أبوظبي تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كإحدى أهم الوجهات السياحية في المنطقة والعالم، من خلال مزيج فريد يجمع بين الأصالة والحداثة، والخدمات عالية المستوى، والاهتمام المستمر بتطوير القطاع السياحي والضيافة بكل أبعاده.