Published On: Sun, Aug 3rd, 2025

مهرجان دبي للرطب.. احتفاء بالنخلة وجذورها العميقة في الهوية الإماراتية والعربية

في قلب صيف دبي، حيث تنضج عناقيد الرطب وتفوح رائحتها في الأجواء، يأتي مهرجان “دبي للرطب” ليكون أكثر من مجرد تظاهرة موسمية، بل هو احتفال أصيل بجزء لا يتجزأ من التراث الثقافي الإماراتي والعربي، حيث تشكل النخلة رمزًا للحياة والعطاء، وتجسد صمود الإنسان في وجه الصحراء، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية الوطنية لدولة الإمارات.

وسط أجواء تسودها البهجة وروح الأصالة، انطلقت فعاليات المهرجان، حيث رافقت الإعلامية رشا رمضان الزوار في جولة فريدة من نوعها داخل أروقة المهرجان، استعرضت خلالها جماليات المكان، وتفاصيل الأنشطة التي تجمع بين الطابع التراثي والطابع المعاصر، وتنقل المشاهد إلى أجواء ممتزجة بعبق الماضي وروح الحاضر. فالمهرجان ليس فقط منصة لعرض مختلف أنواع الرطب الإماراتي الشهير، بل مساحة لقاء تحتفي بالمزارعين والحرفيين ومحبّي النخلة الذين يجتمعون كل عام لتجديد هذا العهد مع الأرض والهوية.

خلال الجولة، التقت رشا رمضان بعدد من منظّمي المهرجان الذين تحدثوا عن أهمية هذا الحدث السنوي في دعم قطاع الزراعة المحلي، وتشجيع المزارعين على الاستمرار في زراعة ورعاية النخيل، لا سيما في ظل ما تمثّله النخلة من قيمة اقتصادية وبيئية، إلى جانب رمزيتها الثقافية. كما سلطوا الضوء على الأنشطة المتنوعة المصاحبة، والتي شملت عروضًا تراثية، وأسواقًا للحرف اليدوية، وورش عمل تفاعلية للأطفال، ومعارض صور تُجسّد مراحل نمو النخلة منذ غرسها حتى إثمارها.

ومن بين الضيوف الذين شاركوا في المهرجان، عبّر العديد من الزوار عن إعجابهم بالأجواء التي تعكس ارتباط المجتمع الإماراتي بتراثه، مؤكدين أن المهرجان يقدم فرصة نادرة للجيل الجديد للتعرف عن قرب على أهمية النخلة في الحياة اليومية لأجدادهم، ويعزز من فخرهم بجذورهم وتقاليدهم الراسخة. ولم تخلُ الجولة من لحظات إنسانية رائعة بين كبار السن الذين حضروا ليستعيدوا ذكريات الطفولة ومواسم الحصاد، وبين الأطفال الذين كانت لهم فعالياتهم الخاصة لتعلم الزراعة وفن الضيافة الإماراتية المرتبطة بالرطب.

في النهاية، يثبت مهرجان دبي للرطب أنه ليس مجرد فعالية موسمية، بل رسالة متجددة بأن الثقافة الإماراتية راسخة كجذور النخيل، تنمو وتزدهر وتثمر في كل جيل، وتحمل في طياتها فخرًا وهوية وتاريخًا لا يمكن نسيانه.