Published On: Sun, Aug 3rd, 2025

مسؤول هندي يكشف تفاصيل سقوط مقاتلة رافال الفرنسية خلال الصراع الهندي الباكستاني

في تطور لافت، كشفت تقارير عن معركة جوية ضارية بين باكستان والهند، سلطت الضوء على فعالية العتاد العسكري الصيني وتداعياته على سوق الطائرات المقاتلة العالمي.

NewsImage

في ليلة 7 مايو (أيار)، شهدت غرفة عمليات القوات الجوية الباكستانية حالة تأهب قصوى، حيث رصدت شاشات الرادار تحركات مكثفة لعشرات الطائرات الهندية المعادية عبر الحدود. كان المارشال ظهير سيدّو، قائد سلاح الجو الباكستاني، يقضي معظم وقته بالقرب من غرفة العمليات تحسباً لهجوم هندي وشيك. تصاعد التوتر بعد اتهام نيودلهي لإسلام آباد بدعم مسلحين نفذوا هجوماً في كشمير الهندية، مما أسفر عن مقتل 26 مدنياً في أبريل (نيسان). ورغم نفي باكستان لأي ضلوع لها في الهجوم، تعهدت الهند بالرد، وهو ما تجسد في غارات جوية استهدفت مواقع باكستانية فجر 7 مايو.

وفقاً لتقرير موسع نشرته وكالة رويترز، أمر سيدّو بإقلاع مقاتلات “جي – 10 سي” (J – 10C) صينية الصنع التي يمتلكها سلاح الجو الباكستاني. وكشف مسؤول رفيع في القوات الجوية الباكستانية، كان حاضراً في غرفة العمليات، أن سيدّو أصدر تعليمات لطاقمه باستهداف مقاتلات “رافال” الفرنسية الصنع، والتي تعتبر فخر الأسطول الجوي الهندي، ولم يسبق إسقاطها في معركة.

وأضاف المسؤول: “كان يريد (الرافال). المعركة التي دامت ساعة واحدة وجرت في الظلام، شارك فيها نحو 110 طائرات، بحسب تقديرات خبراء، لتصبح أكبر معركة جوية في العالم منذ عقود”.

فعالية العتاد الغربي

أفادت رويترز في مايو (أيار) نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن مقاتلات “جي – 10” تمكنت من إسقاط طائرة “رافال” واحدة على الأقل. وكان هذا الإسقاط مفاجئاً للكثيرين في الأوساط العسكرية، وأثار تساؤلات حول فعالية العتاد الغربي في مواجهة البدائل الصينية غير المختبرة.

شهدت أسهم شركة “داسو” المصنعة لـ”رافال” انخفاضاً بعد انتشار تقارير عن إسقاط الطائرة. كما أعلنت إندونيسيا، التي لديها طلبيات قائمة لـ”رافال”، أنها تدرس الآن شراء طائرات “جي – 10″، وهو ما يمثل دفعة قوية لجهود الصين في تسويق هذه المقاتلات على المستوى الدولي.

مقابل ذلك، كشفت مقابلات أجرتها رويترز مع مسؤولَين هنديين وثلاثة نظراء لهم في باكستان، أن أداء “رافال” لم يكن المشكلة الرئيسية، بل كان السبب الجوهري في إسقاطها فشلاً استخباراتياً هندياً يتعلق بالمدى الفعلي لصاروخ “PL – 15” الصيني الصنع الذي أطلقته مقاتلة “جي – 10”. يذكر أن الصين وباكستان هما الدولتان الوحيدتان اللتان تشغلان طائرات “جي – 10” (المعروفة باسم “التنين النشط”) وصواريخ “PL – 15” معاً.

المعلومات الاستخباراتية الخاطئة منحت طياري “رافال” شعوراً زائفاً بالثقة بأنهم خارج نطاق إطلاق النار الباكستاني، حيث كانوا يعتقدون أن المدى لا يتجاوز حوالي 150 كيلومتراً، وهو المدى المعلن لنسخة التصدير من “PL – 15”. وفقاً لما ذكره المسؤولون الهنود. وأكد جاستن برونك، الخبير في الحرب الجوية لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) في لندن: “لم يكن الهنود يتوقعون أن يتم استهدافهم، وصاروخ (PL – 15) أثبت بوضوح أنه قادر جداً على المدى البعيد”.

وبحسب مسؤولين باكستانيين، أُطلق الصاروخ الذي أصاب “رافال” من مسافة تقارب 200 كيلومتر، بينما ذكر مسؤولون هنود أن المسافة كانت أكبر، مما يجعله واحداً من أطول الاشتباكات جو – جو المسجلة.

لم تعترف نيودلهي رسمياً بسقوط أي مقاتلة “رافال”، لكن قائد سلاح الجو الفرنسي صرح للصحافيين في يونيو (حزيران) بأنه اطلع على أدلة تؤكد فقدان تلك الطائرة، بالإضافة إلى طائرتين هنديتين أخريين، إحداهما من طراز “سوخوي” روسية الصنع. كما أبلغ مسؤول كبير في شركة “داسو” نواباً فرنسيين في الشهر نفسه بأن الهند فقدت “رافال” في العمليات، لكنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية.

“سلاسل القتل”

استندت رويترز إلى معلومات من ثمانية مسؤولين باكستانيين ومسؤولين هنديين اثنين، لإعادة بناء وقائع المعركة الجوية، التي كانت بداية لأربعة أيام من القتال بين الجارتين النوويتين، وأثارت قلق واشنطن. وتحدث جميعهم بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، وفقاً للوكالة.

أفاد مسؤولون باكستانيون وهنود بأن إسلام آباد لم تستفد فقط من عنصر المفاجأة بمدى صواريخها، بل تمكنت أيضاً من ربط عتادها العسكري بكفاءة مع أنظمة الاستطلاع الأرضية والجوية، مما منحها صورة أوضح لساحة المعركة. تُعرف هذه الشبكات باسم “سلاسل القتل”، وهي عنصر حاسم في الحروب الحديثة.

ذكر أربعة مسؤولين باكستانيين أنهم أنشأوا “سلسلة قتل”، عبر ربط أجهزة الاستشعار الجوية والبرية والفضائية، بما في ذلك نظام طورته باكستان يسمى “Daa Link 17” لربط المعدات الصينية مع معدات أخرى، منها طائرة استطلاع سويدية الصنع، وفقاً لمسؤولين باكستانيين اثنين.

سمح هذا النظام للمقاتلات “جي – 10” التي كانت تُحلّق بالقرب من الهند بالحصول على بيانات الرادار من طائرة الاستطلاع التي تُحلّق على مسافة أبعد، مما مكّنها من إطفاء راداراتها والتحليق دون اكتشاف، بحسب خبراء.

يسعى الجانب الهندي إلى إنشاء شبكة مماثلة، لكن مسؤولين هنوداً قالوا إن الأمر أكثر تعقيداً لديهم بسبب تنوع مصادر شراء الطائرات من عدة دول.

وأوضح المارشال الجوي البريطاني المتقاعد غريغ باغويل، وهو زميل في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية، أن هذه الواقعة لا تثبت بشكل قاطع تفوق العتاد الجوي الصيني أو الغربي، لكنها تظهر أهمية المعلومات الصحيحة وحسن استغلالها. وأضاف أن “الفائز في هذه المعركة هو الطرف الذي امتلك أفضل وعي بالموقف”.

تغيير في التكتيكات

بعد أن ضربت الهند، فجر 7 مايو (أيار)، أهدافاً في باكستان قالت إنها “بنية تحتية إرهابية”، أمر سيدّو سربه بالتحول من الدفاع إلى الهجوم.

قال خمسة مسؤولين باكستانيين إن الهند نشرت نحو 70 طائرة، وهو أكثر مما توقعوه، مما وفر لصواريخ “PL – 15” الباكستانية أهدافاً كثيرة. ولم تعلن الهند عدد الطائرات المشاركة.

اعتبر باغويل أن معركة 7 مايو (أيار) كانت أول مواجهة جوية كبيرة في العصر الحديث يُستخدم فيها السلاح لضرب أهداف خارج مدى الرؤية المباشرة، مشيراً إلى أن طائرات الطرفين بقيت داخل مجالهما الجوي طوال المعركة. وأفاد خمسة مسؤولين باكستانيين بأن هجوماً إلكترونياً على مستشعرات وأنظمة الاتصالات الهندية قلّل من وعي طياري “رافال” بالموقف.

لكن المسؤولين الهنديين قالوا إن طائرات “رافال” لم تفقد إلمامها بالموقف العسكري أثناء الاشتباك، وإن الأقمار الاصطناعية الهندية لم تُعطَّل، لكنهم أقروا بأن باكستان أربكت أنظمة “سوخوي”، التي تقوم الهند حالياً بترقيتها.

وصرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الهندية، الجنرال أنيل تشاوهان، لـ”خبر عاجل”، بأن نيودلهي “صحّحت التكتيكات” سريعاً، بعد الخسائر الأولية. فبعد معركة 7 مايو (أيار)، بدأت الهند في استهداف البنية التحتية العسكرية الباكستانية وإبراز قوتها في الأجواء. ووفقاً لمسؤولين من الجانبين، اخترق صاروخ “براهموس” الهندي الأسرع من الصوت الدفاعات الجوية الباكستانية مراراً.

وفي 10 مايو (أيار)، أعلنت الهند أنها أصابت ما لا يقل عن 9 قواعد جوية ومواقع رادار في باكستان. كما أصابت طائرة استطلاع كانت متوقفة في حظيرة بجنوب باكستان، وفقاً لمسؤولين هنود وباكستانيين. وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في وقت لاحق من ذلك اليوم، بعد محادثات أميركية مع الطرفين.