Published On: Mon, Aug 4th, 2025

الإمارات تغيث غزة بقافلة مساعدات طبية

في مشهد إنساني مؤثر يعكس عمق التزام الإمارات تجاه القضايا الإنسانية، خاصة ما يتعلق بمعاناة المدنيين الأبرياء في المناطق المتأزمة، أطلقت الدولة قافلة ضخمة من المساعدات الطبية الموجهة إلى قطاع غزة، لتقديم الدعم العاجل للمستشفيات والمنشآت الصحية التي تعاني من نقص حاد في المستلزمات والأدوية. جاءت هذه الخطوة في ظل تدهور الأوضاع الصحية داخل القطاع، نتيجة استمرار العدوان والحصار، مما جعل التدخل العاجل ضرورة ملحة لإنقاذ الأرواح وتعزيز قدرة الطواقم الطبية على أداء مهامها وسط بيئة شديدة الصعوبة.

القافلة التي تم تنظيمها بإشراف الجهات الإماراتية المختصة، شملت شاحنات محملة بعشرات الأطنان من الأدوية المنقذة للحياة والمستلزمات الطبية التي تلبي الاحتياجات العاجلة للمرضى والمصابين، حيث جرى توزيعها على مراحل وفق خطة مدروسة لضمان وصولها إلى الأماكن الأكثر احتياجًا. كما تضمنت شحنات مخصصة لغرف العمليات والعناية المركزة والطوارئ، بالإضافة إلى مواد تعقيم ومعدات طبية أساسية تمثل شريان حياة للمستشفيات التي تعاني نقصًا حادًا نتيجة تدمير جزء كبير من البنية التحتية الصحية في القطاع.

وقد تم تجهيز القافلة بعناية فائقة من حيث نوعية الأدوية وتخصصها، إذ ضمت أصنافًا تُستخدم في علاج الجرحى الناتجة عن الإصابات الخطيرة، إلى جانب أدوية الأمراض المزمنة والحرجة التي يعاني منها آلاف المرضى في غزة. وتم إيصال القافلة إلى نقاط التوزيع داخل القطاع ضمن ترتيبات لوجستية دقيقة، رغم كل التحديات الأمنية واللوجستية المحيطة.

الخطوة تأتي ضمن نهج إماراتي واضح في تقديم المساعدات الإنسانية دون تمييز أو مقابل، وتأكيدًا على وقوف الإمارات إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل الظروف، خاصة في الأوقات الصعبة التي تتطلب مواقف عملية تتجاوز مجرد التصريحات. وهذا التحرك ليس الأول من نوعه، بل هو جزء من سلسلة طويلة من المبادرات التي أطلقتها الدولة منذ بداية الأزمة، من بينها إنشاء مستشفيات ميدانية وتسيير جسر جوي لإسقاط المساعدات بالمظلات على المناطق المحاصرة، وتقديم الدعم الغذائي والمائي والخدمات الأساسية للمتضررين.

التحرك الإماراتي العاجل يعكس كذلك شعورًا بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه معاناة سكان غزة، ويُعد رسالة واضحة للعالم بأن هناك دولًا لا تزال تُقدّر قيمة الإنسان وتؤمن بأن الواجب الإنساني لا يتجزأ ولا يعرف الحدود. كما يحمل هذا الجهد دلالة على أن الإمارات، رغم التحديات الدولية، قادرة على اتخاذ خطوات فعالة ومؤثرة لتغيير الواقع على الأرض، وتحسين الظروف الحياتية للضحايا، في مشهد يعزز مكانة الدولة كمركز عالمي للعمل الإنساني النبيل.