فاجعة ألمّت بعائلة إماراتية إثر حادث مروري مروع في سلطنة عمان، أودى بحياة رب الأسرة وأصاب زوجته وابنته. تفاصيل الحادث المؤلمة ترويها الأسرة المفجوعة، وتكشف عن حياة حافلة بالعطاء قضاها الفقيد في خدمة وطنه.

توفي المواطن الإماراتي محمد فرج التميمي، البالغ من العمر 70 عاماً، في حادث مروري مأساوي وقع في سلطنة عمان يوم السبت الماضي. وأصيبت زوجته بإصابات متفاوتة، لكن حالتها بدأت في الاستقرار، بينما تعرضت ابنته لإصابات طفيفة.

وقال صبري التميمي، نجل المتوفي، لـ”خبر عاجل” إن جثمان والده سيعود مساء اليوم إلى الدولة، وإن مراسم الدفن والعزاء ستُقام غداً في إمارة دبي.

وقع الحادث على إحدى الطرق السريعة في سلطنة عمان، عندما اصطدمت سيارة المتوفي بمركبة أخرى يقودها معلم عماني، والذي توفي هو الآخر نتيجة الاصطدام العنيف. وقد وثّق شخص كان في سيارة أخرى الحادث بمقطع فيديو.

أفاد صبري التميمي بأن والدته كانت برفقة والده المتوفي، وأصيبت بجروح عديدة جراء الحادث، ما يمنعها من السفر جواً بسبب وضعها الصحي. وأشار إلى أنها تجاوزت المرحلة الصعبة وحالتها مستقرة، لكنها لن تتمكن من وداع رفيق حياتها.

وأوضح أن والده قضى حوالي 27 عاماً في خدمة بلاده، وكان يتمتع بالشجاعة والإصرار. فقد تغلب على مرض السرطان بعد صراع طويل معه، حيث شُخصت إصابته عام 1989، وعاوده المرض مرة أخرى في الفترة الأخيرة.

وأضاف أن شقيقته التي كانت برفقة والدها في السيارة تعرضت لإصابات طفيفة، وخرجت من المستشفى. وكانت شديدة التعلق بوالديها، وتولّت رعايتهما باستمرار.

وبحسب أفراد الأسرة، كانت ترافق الوالد المتوفي في الرحلة إلى عمان ابنة أخرى وزوجها وطفلهما، لكن في سيارة أخرى. ومن المقرر أن يرافقا الأم لحين شفائها التام.

وحددت الأسرة موعد الدفن غداً في مقابر القصيص، وتلقي واجب العزاء في مجلسين، أحدهما للرجال والآخر للنساء.

يذكر أن المواطن المتوفي وزوجته كان لهما مبادرات متنوعة تعكس تعلقهما واعتزازهما بوطنهما. فقد علّقا سابقاً علماً بطول 25 متراً، عندما كانا يقاومان مرض السرطان، وتزامن اليوم الوطني آنذاك مع ذكرى زواجهما.

وأكد صبري التميمي أن الأسرة في حالة حزن شديد، لما كان يمثله والده لهم، إذ كان رجلاً نبيلاً تفانى في خدمة بلاده وأسرته.

وتداول رواد شبكات التواصل الاجتماعي فيديو الحادث، الذي أظهر سيارتين رباعيتي الدفع، إحداهما سوداء يقودها المواطن محمد رجب التميمي، والأخرى يقودها المعلم العماني، وهما يصطدمان وجهاً لوجه على الطريق السريع.

وحرص كثيرون على تعزية أسرتي الضحيتين عبر منصة إكس، معربين عن حزنهم العميق ودعواتهم للمتوفيين.