«عندما تولى الشيخ زايد بن سلطان حكم أبوظبي… بدأت قصة وطن المستقبل»
في السادس من أغسطس عام 1966، بزغ فجر جديد على أرض صحراء الإمارات حين تمّت مبايعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيّب الله ثراه – حاكمًا لإمارة أبوظبي، في حدث وصله إجماع الأسرة الحاكمة ونبض شعب كان يعي حاجته الماسّة للتغيير والتحول .
منذ اللحظة الأولى لتوليه المسؤولية، أعلن الشيخ زايد عزمه الراسخ على تحويل الإمارة من جزيرة رملية مجردة إلى كيان حديث متكامل، يسخر كل ثرواته – لا سيما النفط الذي بدأ يصدر بكميات تجارية منذ أوائل الستينيات – لبناء بنيات تحتية وخدمات عمومية توفر حياة كريمة لمواطنيه ﹘ مدارس ومستشفيات وشبكات طرق ومياه وكهرباء ووحدات سكنية ومرافق إدارية ودولية .
لم يكن الشيخ زايد قائداً نظر إلى الإمارة فحسب، بل كان مؤسسًا لرؤية أوسع، فهي لم تتوقّف عند أبوظبي فقط؛ بل سرعان ما امتدت رسالته لتوحيد الإمارات السبع. ففي فبراير 1968، اجتمع مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في منطقة “السمحة” لدعوة حكام الإمارات إلى الاتحاد، وهو المشروع الذي كان الشيخ زايد من أبرز دعاته، وساهم بإسهامات مالية ضخمة من أبوظبي لإقامة المؤسسات الاتحادية منذ وصوله إلى الحكم .
بحلول الثاني من ديسمبر 1971، تم إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة رسمياً، اختُير الشيخ زايد رئيساً لها، وتبعه انضمام إمارة رأس الخيمة في فبراير 1972 لتكتمل الدولة .
خلال سنوات حكمه، لم يكتف الشيخ زايد بإطلاق المشاريع التنموية، بل كان يتابعها بنفسه، جاب الأرجاء بين الحضر والصحراء، وعمل إلى جانب الناس، حافر الآبار وساهم في بناء المدارس والمشافي والشوارع، وحرص على إشراك المواطنين في صنع القرار، معلنًا أن مصالح الوطن وشعبه فوق كل اعتبار .
وهكذا، لم يكن انتقال الحكم إلى الشيخ زايد مجرد تبديل في الزعامة، بل كان انطلاقًا نحو عصر جديد؛ عصر دولة متحدة قوية، حضارية، ملتزمة بقيم الوحدة والعطاء والتنمية، وقد أصبح اليوم النموذج الذي يُحتذى في المنطقة.






