عيّنت شركة «ديوا» (الهيئة الاتحادية للماء والكهرباء) لنفسها مسارًا تصاعديًا في النصف الأول من العام الحالي، حيث سجّلت ربحًا صافياً بلغ 2.9 مليار درهم، محققة بذلك نموًا لافتًا بنسبة 13.2% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. هذا الإنجاز يعكس بوضوح مدى التوازن المتقن والتناغم بين الأداء المالي المُلفت والريادة التشغيلية التي تُجسّد منهجية العمل المتبعة في هذه المؤسسة الحيوية.

لقد شكّل هذا الربح القوي انعكاسًا مباشرًا للتوجه الاستراتيجي الذي اعتمدته «ديوا»، والذي يتمحور حول تحقيق الاستدامة المالية جنبًا إلى جنب مع تعزيز الكفاءة في إدارة الموارد. إذ لم يقتصر الأمر على النمو المالي فقط، بل امتد إلى عمق المشروعات والتوسعات التشغيلية التي تُعزز الخدمات، سواء على صعيد كفاءة الكهرباء وتوسيع شبكات المحطات أو تحديث أنظمة المياه وضمان الجودة.

ولعل من أبرز عوامل هذا النجاح هو قدرتها على المواءمة بين استثماراتها الرأسمالية الطموحة—كالتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة والمشروعات الذكية—من جهة، وتعظيم العوائد التشغيلية من جهة أخرى. فالاهتمام بالبنية التحتية المتطورة، وتطبيق أحدث التقنيات الرقمية في الاستهلاك والتحكم، انعكسا إيجابًا ليس فقط على فواتير المستهلكين، وإنما ساهموا في ترشيد الاستهلاك وخفض الهدر، في إطار التزام مزدوج بخدمة المستفيدين وتحقيق الاستدامة.

هذا الأداء المالي القوي لم يعُد مجرد رقم؛ بل هو أداة تعزز الثقة المؤسسية، وتؤسس لخطط توسّع مستقبلية تشمل دخولها في مجالات جديدة تتعلق بالطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، وتطوير الخدمات الذكية للمشتركين، ورفع معايير الاستجابة للأزمات والطلب المفاجئ.

أما على مستوى الموارد البشرية، فاندماج الابتكار في ثقافة العمل وتعزيز الكفاءات، كانا من الركائز التي دعمت هذا النمو، حيث وجد الموظفون بيئة محفزة على التطوير، بتشجيع مستمر على الابتكار والمبادرة، ما انعكس في تحسين الأداء العام والتشغيل الأمثل للمنظومة.

في ضوء هذا الإنجاز، تنطلق «ديوا» نحو النصف الثاني من العام بثقة أكبر، مدفوعة بدعم القيادة ورؤية واضحة لتكريس نموذج اقتصادي مستدام في قطاع المياه والكهرباء. وما يبقى الآن هو الاستمرار في تعزيز هذا الزخم، ضمان استقرار أسعار الطاقة والماء، وتأكيد موقعها كواحدة من أبرز المؤسسات الحكومية التي تنجح في الجمع بين الأداء المالي القوي والمسؤولية المجتمعية والبيئية.