Published On: Mon, Aug 11th, 2025

الإمارات تغيث قطاع غزة بـ214 شاحنة مساعدات منذ إعادة فتح المعابر»

في ليلٍ تسود فيه حقول الخوف ويكاد الأمل يخبو في ضمائر تنوء تحت وطأة الجوع والدمار، خرجت قوافل الإمارات البيضاء لتشقّ طرق الأمل من وراء الحدود إلى دروب غزة المحاصرة، هدير المحركات وصدى العجلات حمل معها نبض الإنسانية وروح العطاء نحو قطاعٍ بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار الاجتماعي، إذ وصلت القوافل إلى أكثر من مئتين وأربع عشرة شاحنة ضخمة محمّلة بما لا يقل عن الطعام والدواء والخبز، بل محمّلة بالأمل الدافق والرسالة الصامتة أن الشعوب لا تُهزم حين يبقى الإخاء سلاحها الأهملم يكن الأمر مجرد مدّ يد بالغذاء، بل تحوّل إلى مشهد متجسّد عن أمنيات الإمارات بأن لا تحترق حياة إنسان من جوع، فتناقلت الشاحنات التي عبرت من المعابر البرية المفتوحة حديثاً معبّرة عن تناغم الأرض والسماء، كأن السعود والأردن والإمارات بواسلٍ إنسانية شكلوا جسرًا يصعد فوق الخراب ليهدي الغزيين شعاع رحمة. شامخة كانت القوافل وهي تحطّ في نقاط التجميع تارة، أو تخطو بين الأنقاض لتدفع جزءًا من المعاناة، جزءًا من العمر، وجزءاً من ضمير العالموما زاد من عمق هذا التوجه الإماراتي أن كل شاحنة كانت محمّلة بمضمون إنساني واسع؛ من حزم التمور والماء إلى أدوية الأطفال وحقائب العناية بالأم والطفل، العجلات تحمل معها الفرح الضائع إلى عشرات الآلاف من العائلات التي أقفال الحياة خيّمت على بيوتها. ووسط فجوات الصمت وبكاء الجوع، برز صوت الإمارات صلبًا لا يلين، يعلن أن غزة ليست وحدها، وإن كانت المعابر قد فتحت مؤخرًا فقط، فإن القلوب كانت مفتوحة منذ البدايةفي المشهد، تسللت روائح الخبز لتختلط برائحة صرف الشركات الحربية وصخب الصواريخ، وأذنت القوافل بأن تسير نحو الداخل، نحو أحياء تفككت فيها اللحمة، نحو مساجد للهفة تُردد آهات القرآن، تطلب في السكينة فسحة من الحياة. وفي هذه اللحظة، كانت دولة الإمارات تقدم عطاءها ليس بصخب الشعارات بل بصمت الأفعال، تدرك أن الجوع لا يُقاوم بكلمات بل بملاعق تغسل الذكريات بالهدوء، وبسلع أقلتها الشاحنات من أرضٍ أخرى لتعيد رسم الابتسامة على وجوه مرهقةوفي هذا الحضور الإغاثي المتواصل، يلمح الغزي يوسف – وهو أحد المستفيدين – تلك الشاحنة الأكيدة المرسومة في أفق الفجر، فيشعر بأنه ما زال هناك من يوقظ الحياة من تحت الأنقاض، وأن الحلم لم يتحول بعد إلى ذاكرة مُهملة. كانت الشاحنات تتهادى عبر الجسور والطرقات نحو مخازن الطوارئ، لتبدأ بعدها رحلة جديدة نحو الأفران المشتركة والمطابخ الضخمة التي وُفّرت للشعب، فتتحول المواد الخام إلى وجبة تُطفئ نيران الجوع وتسند ضعف القلوب المتعبة