مع بداية شهر سبتمبر، أعلنت الجهات المعنية بالأرصاد الجوية في دولة الإمارات عن توقعات مناخية تشير إلى انخفاض تدريجي في درجات الحرارة مقارنة بشهر أغسطس الماضي، الذي تميز بشدة الحرارة وارتفاع معدلات الرطوبة. هذا التراجع يأتي كجزء من التحولات الموسمية الطبيعية التي تشهدها المنطقة في هذا التوقيت من كل عام، حيث تبدأ الأجواء الحارة بالانحسار تدريجياً، لتفسح المجال أمام طقس أكثر اعتدالاً مع اقتراب فصل الخريف.
وأكد خبراء الأرصاد أن الانخفاض في درجات الحرارة لا يعني غياب موجات الحر بشكل كامل، بل قد تستمر بعض الأيام الحارة والرطبة، إلا أن متوسط درجات الحرارة اليومية سيكون أقل من الفترات السابقة. ويعزو الخبراء هذا التغيير إلى حركة الكتل الهوائية القادمة من بحر العرب والخليج العربي، والتي تسهم في تلطيف الأجواء نسبياً، بجانب تزايد نشاط الرياح الشمالية الغربية.
ومن أبرز ما لفت انتباه المواطنين والمقيمين في توقعات سبتمبر، هو زيادة فرص هطول الأمطار في مناطق متفرقة من الدولة، خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية. ويُتوقع أن تكون الأمطار متفاوتة الشدة، تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة، ما يسهم في تحسين جودة الهواء وخفض درجات الحرارة مؤقتاً. كما أن هذه الأمطار تحمل بشائر الخير للمزارعين والمهتمين بالزراعة، حيث تعزز من رطوبة التربة وتدعم نمو المحاصيل.
كما حذرت السلطات من ارتفاع فرص تشكل الضباب والسحب المنخفضة، خاصة في ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر، وهو ما قد يؤدي إلى ضعف مستوى الرؤية الأفقية على بعض الطرق السريعة والمناطق المفتوحة. ودعت شرطة المرور والسائقين إلى توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة في هذه الأجواء، والالتزام بالتعليمات المرورية والإرشادات المعلنة، حفاظاً على سلامة الجميع.
ويُنتظر أن ينعكس تحسن الطقس بشكل إيجابي على العديد من الأنشطة السياحية والاقتصادية في الدولة، حيث سيتيح تراجع درجات الحرارة فرصة أفضل لتنظيم الفعاليات الخارجية والأنشطة الترفيهية التي تجذب العائلات والزوار، خاصة في إمارات مثل دبي وأبوظبي والشارقة. كما أن الأجواء المعتدلة ستدعم أيضاً انتعاش الأسواق والمراكز التجارية التي تعتمد بشكل كبير على زيادة الحركة السياحية.
وتأتي هذه التوقعات في إطار استعدادات الجهات الرسمية لموسم الأمطار، حيث تم التأكيد على جاهزية شبكات تصريف المياه والبنية التحتية لمواجهة أي تجمعات مائية قد تنتج عن الهطولات الغزيرة. وأكدت البلديات أن هناك فرق طوارئ على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي مستجدات مناخية بشكل فوري، بما يضمن استمرارية الحياة العامة دون تعطيل.
واختتم خبراء الأرصاد تقريرهم بالتأكيد على أن سبتمبر يمثل مرحلة انتقالية مهمة في الطقس الإماراتي، حيث تبدأ ملامح الصيف بالانحسار التدريجي لصالح أجواء أكثر اعتدالاً، وهو ما يعزز من التفاؤل بقدوم أشهر مليئة بالنشاط والحيوية، سواء على الصعيد السياحي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.