Published On: Thu, Aug 29th, 2024

التأثيرات السلبية للإنترنت على العلاقات الاجتماعية

في العصر الحديث، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي الوسيلة الرئيسية التي يتواصل من خلالها الناس، مما أدى إلى استبدال الوسائل التقليدية القديمة. ورغم الفوائد العديدة التي تقدمها هذه التكنولوجيا، إلا أن لها تأثيرات سلبية واضحة على العلاقات الاجتماعية. سنستعرض في هذا المقال أبرز تلك التأثيرات وفقًا لما ورد في موقع “Insider”.

انخفاض التواصل البشري:

أصبح الاعتماد على التكنولوجيا للتواصل مع الأحباء والأصدقاء والزملاء ظاهرة متزايدة، خاصة بعد فترة الحظر التي فرضها فيروس كورونا، حيث اضطر الملايين للاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة رئيسية للتفاعل. ومع ذلك، هذا التحول أدى إلى انخفاض ملحوظ في التواصل البشري الحقيقي. الاعتماد المفرط على هذه التكنولوجيا قد يعزز الشعور بالوحدة، خصوصًا بين كبار السن الذين يحتاجون إلى تواصل وجهاً لوجه للشعور بالاندماج الاجتماعي.

ارتفاع مستوى التنمر:

ساهمت التكنولوجيا في جعل التنمر الإلكتروني ممكنًا وأكثر انتشارًا، حيث أصبح الأطفال وحتى البالغون عرضة للمضايقات عبر الإنترنت. أظهرت دراسة أجرتها YouGov العام الماضي أن ربع البالغين تعرضوا للتنمر الإلكتروني، مما أدى إلى ارتفاع حالات الاكتئاب والانتحار بين ضحايا هذا النوع من التنمر.

الاحتيال عبر الإنترنت:

الاحتيال الإلكتروني يمثل خطرًا آخر يواجهه مستخدمو الإنترنت. أشارت دراسة أجريت عام 2018 عبر برنامج تلفزيوني شهير على قناة MTV إلى أن 9% من المشاركين قالوا إنهم تعرضوا للاحتيال عبر الإنترنت، وأن ذلك أثر سلبًا على صحتهم العقلية. يوضح هذا مدى خطورة الاحتيال الإلكتروني وتأثيره النفسي العميق على الأفراد.

منصة للمتحرشين:

أتاحت التكنولوجيا للمتحرشين فرصة أكبر لملاحقة ضحاياهم عبر الإنترنت. من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، يستطيع المتحرشون الوصول إلى أهدافهم بسهولة أكبر، مما يزيد من معدلات التحرش الإلكتروني ويضع المستخدمين، خصوصًا الشباب والنساء، في مواقف خطيرة وغير آمنة.

في الختام، بينما توفر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الفوائد والتسهيلات، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على العلاقات الاجتماعية. من المهم أن يكون المستخدمون واعين لهذه التأثيرات السلبية، وأن يسعوا للحد منها من خلال تعزيز التواصل البشري الحقيقي واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم من مخاطر الإنترنت.