رغم التطورات الكبيرة التي شهدتها الصين في مجالات متعددة، لا يزال الطب التقليدي يمثل جزءًا أساسيًا من ثقافة الشعب الصيني. يعتمد هذا الطب على أسس راسخة مثل الوخز بالإبر والتدليك، والتي تُستخدم لتسكين الآلام وتنشيط الجسم.

خلال زيارة لمقاطعة شنشي، أوضح شو كونج لي، نائب مدير مستشفى للطب التقليدي، أن الصينيين اعتمدوا على هذا النوع من الطب لعلاج الأمراض قبل دخول الطب الغربي. والآن، تُدار مستشفيات الطب التقليدي باستخدام أحدث الأجهزة، مما يدمج بين التعاليم القديمة والعلوم الحديثة لتقديم رعاية متكاملة للمرضى.

مبادئ العلاج التقليدي

يتضمن الطب الصيني التقليدي استخدام 720 نقطة للوخز بالإبر، مما يُحسن من حركة الجسم والدورة الدموية. كما يُعتمد على الأعشاب الطبية، مستلهمًا من كتاب “الإمبراطور الأصفر”، الذي يُعتبر مرجعًا تاريخيًا يعود لأكثر من 2000 عام.

لقد أظهر الوخز بالإبر فعاليته في علاج العديد من الأمراض، وقد أصبح معترفًا به عالميًا، حيث تستخدمه أكثر من 140 دولة.

التكامل بين الطب التقليدي والحديث

شدد شو كونج لي على أهمية دمج الطب التقليدي مع الطب الغربي لتحقيق أفضل النتائج العلاجية. هذا التكامل يُعتبر مهمًا أيضًا في معالجة حالات مثل مرض التوحد وأمراض التأخر العقلي، حيث يمكن أن تؤثر تقنيات الوخز بالإبر بشكل إيجابي على أداء العقل.

الاقتصاد والعولمة

تظهر الإحصاءات أن صادرات الصين من منتجات الطب التقليدي تجاوزت 2.91 مليار دولار في النصف الأول من 2023، مما يدل على الطلب المتزايد على هذا النوع من العلاج عالميًا. كما تم إدراج الطب التقليدي في التصنيف الدولي للأمراض من قبل منظمة الصحة العالمية، مما يبرز اعترافًا متزايدًا بقيمته العلاجية.

الخاتمة

يبقى الطب التقليدي الصيني إرثًا غنيًا يستمر في التطور، حيث يدمج بين الحكمة القديمة والتكنولوجيا الحديثة. يمثل هذا نموذجًا يُحتذى به في مجالات الطب البديل، مما يفتح آفاقًا جديدة للرعاية الصحية العالمية.