Published On: Tue, Nov 5th, 2024

الذكرى الخامسة والأربعين لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران: مظاهرات وتجاذبات إقليمية

في مثل هذا اليوم من عام 1979، شهدت إيران واحدًا من أبرز الأحداث التي شكلت نقطة تحول حاسمة في تاريخ العلاقات الإيرانية-الأمريكية، حيث اقتحم مئات من الطلاب الإيرانيين الموالين للثورة الإسلامية السفارة الأمريكية في طهران، واحتجزوا 52 أمريكيًا كرهائن لمدة 444 يومًا. اليوم، وبعد مرور 45 عامًا على هذا الحدث، عاد هذا اليوم ليصبح محط تظاهرات في العاصمة الإيرانية وعدد من المدن الأخرى في البلاد.

وقد تجمع مئات من الإيرانيين في طهران في ذكرى هذا الحدث في 4 نوفمبر، حيث رفعوا الأعلام الإيرانية والفلسطينية وأعلام حزب الله اللبناني، بينما رددوا هتافات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل، وأحرقوا الأعلام الأمريكية والإسرائيلية. كما شهدت المظاهرات حضور قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الذي ألقى خطابًا حذر فيه من استمرار السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، مهددًا بـ”الانهيار والدمار” إذا لم يتم تغيير سلوكهما.

هذه الذكرى تأتي في وقت حساس، إذ تشهد المنطقة تصعيدًا مستمرًا في التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث تخوض إسرائيل حربًا مدمرة في غزة ضد حركة حماس وحزب الله في لبنان، وهما جماعتان مدعومتان من طهران. التصعيد الأخير في المنطقة بلغ ذروته في أكتوبر 2024، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف أهداف عسكرية في إيران، وهو رد على الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل. في المقابل، أعلنت إيران عن استعدادها للرد على أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي على أراضيها أو على حلفائها في المنطقة، ما يهدد بمزيد من التصعيد العسكري.

منذ عام 1980، قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، ولا تزال هذه العلاقات في حالة تجمد حتى يومنا هذا، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من عدم الاستقرار العسكري والسياسي.

إن ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية لم تعد مجرد ذكرى تاريخية، بل هي رمز للصراع المستمر بين إيران والولايات المتحدة، الذي يتشابك مع تطورات إقليمية ودولية معقدة، ويبدو أن المنطقة ستظل في قلب هذه التوترات طالما استمرت هذه السياسات الصارمة من قبل القوى الكبرى.