Published On: Tue, Nov 12th, 2024

زوجة الشاعر الراحل علي الدميني تخلد ذكراه بتوقيع ديوانه “حزن النخيل”

في لحظات من الحزن والاعتزاز، شهدت جمعية الثقافة والفنون في الدمام حدثًا ثقافيًا مميزًا، تمثل في توقيع ديوان الشاعر الراحل علي الدميني تحت عنوان “حزن النخيل”، الذي حمل بصمات الإبداع الشعري للدميني. وقامت زوجته، فوزية العيوني، بتوقيع الديوان الذي جمع قصائد زوجها الراحل التي كتبها خلال الفترة بين 2017 و2020. الحفل كان بمثابة تكريم حقيقي لإرث الدميني الأدبي، حيث حضرته مجموعة من المثقفين والفنانين وأصدقاء الشاعر لتخليد ذكراه والاحتفاء بإبداعاته التي تركت أثراً في الساحة الثقافية السعودية.

احتفالية “الشرقية تبدع”

تأتي هذه الفعالية في إطار مبادرة “الشرقية تبدع”، التي يقيمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بنسختها الخامسة تحت رعاية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية. وتهدف المبادرة إلى احتفاء التجارب الثقافية والفنية والأدبية، حيث قامت جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالتعاون مع النادي الأدبي الثقافي بالطائف بتنظيم هذا الحدث البارز.

في بداية الأمسية، أكّد رئيس مجلس إدارة الجمعية عبدالعزيز السماعيل على أهمية الذكرى التي يتم إحياؤها، مشيرًا إلى أن هذا الحدث ليس مجرد توقيع ديوان، بل هو تكريم لإرث الشاعر علي الدميني وأثره الكبير في الأدب والشعر السعودي. وأضاف أن الشعراء والفنانين الذين حضروا الأمسية كانوا جميعهم جزءًا من قصة الدميني التي نُسجت بين الحروف والمشاعر.

توقيع ديوان “حزن النخيل”

يتضمن ديوان “حزن النخيل” الذي نشر للمرة الأولى، 20 قصيدة كتبها الدميني، وهي قصائد غير معروفة لقراء الأدب، مما يضفي أهمية خاصة على هذا العمل. وقد كتبت فوزية العيوني مقدمة الديوان التي حملت عنوان “مطلّ أول على ديوان الشعر الأخير”، حيث سلطت الضوء على تجربة زوجها الشعرية في آخر أيامه، وذكّرت الحضور بعظمة الإبداع الذي يظل حاضرًا في الذاكرة رغم غيابه.

وتضمنت الأمسية أيضًا العديد من الكلمات النقدية والشهادات التي أضاءت مسيرة الدميني الإبداعية، حيث تحدث العديد من الأدباء والناقدين الذين كانوا قريبين من الشاعر. من بينهم كان شقيق الراحل، الشاعر محمد الدميني، الذي شارك شهادات عن حياة شقيقه وأثره الكبير على الشعر السعودي الحديث. كما تحدث الكاتب والناقد عبدالله السفر والشاعر إبراهيم الشمر، حيث أشادا بالدميني كأيقونة شعرية وأدبية تمثل تجديدًا في الساحة الثقافية السعودية.

الاحتفاء بالإرث الثقافي

الديوان لم يكن مجرد كتاب للقصائد، بل كان أيضًا فرصة للبحث في مسيرة الدميني الفنية والشعرية. وقد تخللت الأمسية معزوفات موسيقية على آلة العود قدمها الفنان سلمان جهّام، إضافة إلى قراءات نقدية تناولت شعرية الدميني وأثره على الأدب السعودي. كما تم نشر في الديوان قراءة نقدية موسعة حول قصائده ودواوينه السابقة، التي كانت قد قدمت في احتفالية نظمها بيت الشعر في جمعية الثقافة والفنون بالدمام عام 2017.

علي الدميني: شاعرًا وصحافيًا

يعتبر علي الدميني من أبرز الشعراء السعوديين في مجال الشعر الحداثي، وقد تميزت تجربته الشعرية منذ الثمانينيات بجمعه بين الأصالة والتجديد. إضافة إلى كونه شاعرًا مبدعًا، كان الدميني أيضًا صحافيًا متميزًا، حيث أشرف على ملحق “المربد” الثقافي في صحيفة اليوم، وأسّس مجلة “النص الجديد” التي كانت تركز على نشر الأدب الحداثي في السعودية. وقد حصل الدميني على العديد من الجوائز تقديرًا لإسهاماته الأدبية، وكان أول شاعر سعودي يحصل على جائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع.

خاتمة

تظل الذكرى الأدبية للشاعر علي الدميني حية بفضل هذه الفعاليات التي تكرم إرثه الأدبي والثقافي. ديوان “حزن النخيل” ليس فقط سجلًا شعريًا، بل هو شهادة على مسيرة شاعر ترك بصمته في الأدب السعودي الحديث، وكانت الأمسية التي نظمتها جمعية الثقافة والفنون في الدمام بمثابة تذكير بالقدرة الهائلة لهذا الشاعر على التأثير في الأجيال القادمة من الكتاب والمبدعين.