في وقت تشهد فيه الأوضاع في السودان تصعيداً مقلقاً، يتوقع أن تلعب المملكة العربية السعودية دوراً مهماً في حل الأزمة السودانية في المرحلة القادمة. مع تواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد، تتزايد الضغوط الدولية والإقليمية على الأطراف المتحاربة لوقف القتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

في تصريحات خاصة لـ”العربية/الحدث”، أكد وزير الخارجية السوداني أن السودان توصل إلى توافق مع المملكة بشأن الدور الكبير الذي ستلعبه السعودية في المساعدة على تسوية النزاع، سواء من خلال دعم الجهود الإقليمية أو عبر مساعي الوساطة التي قامت بها سابقاً. وقد شهدت المملكة بالفعل نجاحات ملحوظة في إقامة جولات تفاوضية بين الطرفين المتنازعين في جدة، وهو ما يفتح الباب أمام دور أكثر تأثيراً في الفترة المقبلة.

من جهة أخرى، أشار وكيل وزارة الخارجية السودانية، حسين الأمين الفاضل الحاج، إلى أن الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كانت “مفروضة” على الجيش، متهماً بعض الأطراف الدولية بتغذية الصراع ودعم قوات الدعم السريع. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، مع تجدد الدعوات الدولية لوقف الأعمال القتالية، خاصة بعد تقدم بريطانيا بمشروع قرار في مجلس الأمن يطالب الطرفين بوقف الهجمات وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

وفي ظل هذه التطورات، تتطلع الخرطوم إلى أن تساهم السعودية بشكل أكبر في دعم عملية السلام، ليس فقط من خلال الوساطة السياسية، ولكن أيضًا من خلال تقديم الدعم الإنساني والمساهمة في إعادة بناء ما دمرته الحرب. كما تشير المعطيات إلى أن المملكة تسعى إلى تعزيز دورها كوسيط إقليمي رئيسي في العديد من القضايا العربية، بما في ذلك الأزمة السودانية.

يُذكر أن الصراع في السودان قد أدى إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد، بينما فر أكثر من 3 ملايين آخرين إلى الدول المجاورة. وقد تزايدت الدعوات من المجتمع الدولي لإنهاء هذه الحرب التي حولت حياة ملايين السودانيين إلى مأساة.

مع استمرار الأزمة، يبدو أن الدور السعودي سيظل محورياً في الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إرساء السلام والاستقرار في السودان، بما يتماشى مع التوجهات الإقليمية والدولية نحو حل النزاعات بالطرق السلمية.