أطباء يحذرون من الاستخدام العشوائي لإبر التخسيس: تهديد لصحة الكبد والبنكرياس
مع تزايد الإقبال على استخدام إبر التخسيس، خاصة من قبل الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو الباحثين عن جسم مثالي، حذر الأطباء من المخاطر الصحية المرتبطة بالاستخدام العشوائي لهذه الإبر. بينما تبدو الإبر كحل سريع لفقدان الوزن، إلا أنها قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تهدد الجهاز الهضمي ووظائف الكبد والبنكرياس.
إبر التخسيس وتأثيراتها الجانبية
تعمل إبر التخسيس، المعروفة علمياً باسم “GLP-1″، على إبطاء عملية الهضم، مما يبقي الطعام في المعدة لفترة أطول، مما يساهم في شعور الشخص بالشبع. وقد تم تصميم هذه الإبر في البداية لمعالجة مرضى السكري، ولكنها أصبحت شائعة بين الأشخاص الراغبين في فقدان الوزن. ومع ذلك، فإن لها آثارًا جانبية عديدة، أبرزها الغثيان، الإسهال أو الإمساك، الغازات، والانتفاخات. في بعض الحالات، قد يؤدي استخدامها إلى التهاب في البنكرياس، وهو ما يعد تهديداً خطيراً لصحة الأفراد.
مخاطر صحية قد لا تكون مرئية فوراً
أوضح استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سعيد سجواني، أن الآثار الجانبية لهذه الإبر تتفاوت بين الأفراد، ويمكن أن تشمل أعراضاً غير مرغوب فيها مثل الشعور بالانتفاخ أو الألم في المعدة، وهو ما يُحتمل أن يكون ناتجاً عن التأثيرات التي تحدثها هذه الإبر على الجهاز الهضمي. وأشار إلى أن الاستخدام غير المستشار طبيًا لهذه الإبر، خاصة بناءً على نصائح من الأصدقاء أو العائلة، قد يؤدي إلى تفاقم هذه الأعراض وتعرض الصحة للخطر.
من جهة أخرى، شدد أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، الدكتور نجيب صلاح عبدالرحمن، على أن الاستخدام الطويل الأمد لهذه الإبر قد يسبب اضطرابات في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء. هذه البكتيريا ضرورية للهضم السليم والامتصاص الجيد للعناصر الغذائية، وعند حدوث خلل فيها، قد تظهر مشكلات صحية مثل زيادة الغازات، الإسهال، أو مشكلات هضمية أخرى.
تهديدات للكبد والبنكرياس
إضافة إلى مشاكل الجهاز الهضمي، قد تؤثر إبر التخسيس على وظائف الكبد والبنكرياس. الدكتور عبدالرحمن أشار إلى أن هذه الإبر قد تؤدي إلى زيادة إنتاج بعض الإنزيمات التي تؤثر على عملية الهضم، ما قد يؤدي إلى مشكلات في امتصاص الدهون والبروتينات بشكل سليم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تُسبب التهابًا في البنكرياس، مما يعرض الشخص لمشاكل صحية طويلة الأمد قد تتطلب علاجًا مكثفًا.
أهمية الاستشارة الطبية قبل الاستخدام
يُوصي الأطباء بضرورة استشارة مختصين في الطب قبل التفكير في استخدام إبر التخسيس. الدكتور أحمد عبدالكريم حسون، استشاري الغدد الصماء والسكري، أكد على ضرورة التأكد من الحالة الصحية للمريض قبل استخدام أي نوع من إبر التخسيس، موضحاً أن هذا النوع من العلاج يناسب الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو من لديهم مشاكل صحية مصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم أو الدهون الثلاثية.
ويجب متابعة العلاج مع الطبيب بشكل دوري، حيث يقرّر الطبيب الجرعات المناسبة، ويقوم بتقييم استجابة الجسم للعلاج، وهو ما يضمن سلامة استخدام هذه الإبر دون التأثير سلبًا على صحة المريض.
الآثار الجانبية الخطيرة
أخصائي تغذية اضطرابات الأكل، تالة مصطفى، حذرت من الأعراض الجانبية الخطيرة التي قد تصاحب استخدام إبر التخسيس، مثل التهاب البنكرياس، مشاكل الكلى بما في ذلك الفشل الكلوي، وانخفاض مستوى السكر في الدم، وكذلك ردود الفعل التحسسية التي قد تكون شديدة. وأكدت أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي مرتبط بسرطان الغدة الدرقية أو متلازمة الأورام الصماء يجب عليهم تجنب استخدام هذه الإبر، وكذلك مرضى السكري من النوع الأول.
خلاصة
في النهاية، يعتبر الاستخدام العشوائي لإبر التخسيس خطراً صحياً كبيراً قد يؤدي إلى مشاكل متعددة تؤثر على الجهاز الهضمي والكبد والبنكرياس. ولذا، من الضروري استشارة الأطباء المتخصصين قبل اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه، لضمان أن يكون العلاج آمناً وملائماً للحالة الصحية الخاصة بكل فرد.