“حرب الشهرين”: مقارنة بين خسائر حزب الله وإسرائيل
في أعقاب وقف إطلاق النار بين لبنان وقوات الاحتلال الإسرائيلي في خريف 2024، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير مفصلة حول الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها كل من حزب الله وإسرائيل في الحرب التي دامت لشهرين. من أبرز هذه التقارير كان ما نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”، التي استندت إلى البيانات الرسمية الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، وأكدت أن الأرقام قد تتغير في ظل تحديثات جديدة قد تطرأ مع مرور الوقت. فيما يلي تحليل للمقارنة بين الخسائر على كلا الجانبين.
الخسائر البشرية
تُظهر التقديرات الأولية تفاوتًا كبيرًا في الخسائر البشرية بين الطرفين. وفقًا للتقارير، يُقدر عدد قتلى حزب الله ما بين 2500 إلى 3000 مقاتل. ويعتبر هذا الرقم مرتفعًا في ظل قدرة حزب الله على استبدال قتلاه وتعويضهم، بفضل وجود عشرات الآلاف من المقاتلين في صفوفه، رغم أن العديد من قادته قد قتلوا في المعارك. من ناحية أخرى، تقدر إسرائيل خسائرها البشرية بـ 75 جنديًا فقط، وهي نسبة أقل بكثير مقارنة بحزب الله.
أما في ما يتعلق بالضحايا المدنيين، فقد بلغ عدد القتلى اللبنانيين جراء الغارات الجوية الإسرائيلية بين 700 و1200 مدني. وبالمقابل، سجلت إسرائيل 45 قتيلًا من المدنيين نتيجة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي أطلقها حزب الله باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
الهجمات والدمار
على صعيد الهجمات، أطلق حزب الله ما يقارب 15 ألف صاروخ و2500 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل. ورغم أن هذه الهجمات أدت إلى العديد من الإصابات والأضرار، فقد كانت إسرائيل تمتلك أنظمة دفاعية متقدمة مثل “القبة الحديدية” التي ساعدت في اعتراض العديد من الصواريخ. في المقابل، نفذت إسرائيل حوالي 14 ألف غارة جوية وهجوم مدفعي على لبنان، بما في ذلك 330 غارة على العاصمة بيروت فقط، مما أدى إلى تدمير العديد من المنشآت الحيوية والمرافق العامة.
أما على صعيد ترسانة الأسلحة، فقد أشار التقرير إلى أن قدرات حزب الله الصاروخية قد تأثرت بشكل كبير. إذ انخفضت مخزوناته من الصواريخ من حوالي 150 ألف صاروخ إلى نحو 30 ألفًا فقط، وهو ما يمثل تراجعًا كبيرًا في قدرة الحزب على استهداف أهداف إسرائيلية.
النازحون والمباني المتضررة
من الناحية الإنسانية، تأثرت كل من لبنان وإسرائيل بشكل كبير نتيجة للعمليات العسكرية. فقد بلغ عدد النازحين اللبنانيين نتيجة الهجمات الإسرائيلية بين 1.2 مليون و1.6 مليون شخص، في حين كان عدد النازحين الإسرائيليين أقل بكثير، حيث تم تسجيل حوالي 60 ألف نازح إسرائيلي.
أما على مستوى الأضرار المادية، فقد تعرضت إسرائيل إلى أضرار كبيرة بسبب الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة. وفقًا للتقارير، تعرض نحو 2,874 مبنى مدني في إسرائيل لأضرار جسيمة، سواء نتيجة الإصابة المباشرة بالصواريخ أو التدمير الناتج عن الانفجارات. في المقابل، تعرضت لبنان إلى دمار هائل في بنيتها التحتية، خاصة في بيروت والمناطق المحيطة بها، بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة.
خلاصة
تمثل الحرب التي دامت شهرين بين حزب الله وإسرائيل واحدة من أكثر الصراعات دموية وتعقيدًا في المنطقة. ورغم التفوق العسكري الإسرائيلي الواضح من حيث التكنولوجيا والتجهيزات، إلا أن حزب الله أظهر قدرة على الاستمرار في إطلاق هجمات كثيفة، مما أسفر عن تكبد الطرفين لخسائر فادحة. على الرغم من وقف إطلاق النار، تظل آثار هذه الحرب جلية على كلا الجانبين، سواء من حيث الخسائر البشرية أو الدمار المادي والإنساني.