23 ألف مجند في “وقفة ولاء” احتفاءً بمرور 10 سنوات على برنامج الخدمة الوطنية
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بمرور 10 سنوات على انطلاق برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية في احتفال مهيب شهدته منطقة السميح بأبوظبي، حيث شهد الحدث التاريخي حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مع حضور العديد من الشيوخ وكبار المسؤولين في الدولة.
وخلال الاحتفال، الذي يعدّ الأكبر من نوعه في تاريخ الإمارات، تواجد 23 ألف مجند من الخدمة الوطنية، ترافقهم أكثر من 2000 آلية ومدرعة، في “وقفة ولاء” تعبيراً عن وفائهم وإخلاصهم للوطن ولقيادته الحكيمة. وتعد هذه الفعالية رمزاً للوحدة الوطنية والتزام أبناء الإمارات بالعمل من أجل رفعة وطنهم وحماية مكتسباته.
الاحتفال: استذكار لتاريخ الإمارات ومسيرتها
في كلمات معبرة على منصة “إكس”، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن احتفال الدولة بمرور عشر سنوات على إطلاق الخدمة الوطنية يعكس التزام أبناء الإمارات بتقديم كل ما في وسعهم للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، مشيرًا إلى أن الدولة تواصل مسيرتها التنموية بفضل الجهود التي يبذلها أبناؤها وبناتها الذين يملؤهم حب الوطن والولاء له.
من جانبه، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تدوينة له على منصة “إكس” أن الاحتفال كان بمثابة “لوحة وطنية فنية” تليق بعيد الاتحاد الـ53، مستذكرًا اللحظات التاريخية التي جمعت الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، في السميح لإعلان قيام اتحاد أبوظبي ودبي.
وأضاف سموه: “وقف 23 ألف مجند من الخدمة الوطنية في وقفة ولاء للوطن، وفاء للمؤسسين، وعهد بحماية الاتحاد بالأرواح والدماء”، مشيدًا بالجهود التي بذلها أبناء الإمارات للحفاظ على استقرار وتطور الدولة.
الاحتفال: عرض عسكري وتجديد العهد
في هذا اليوم الوطني الهام، شهد الحفل عرضًا مهيبًا لمنتسبي القوات المسلحة تحت اسم “وقفة ولاء”، حيث شارك الآلاف من المجندين في صفوف متراصة تعكس انتماءهم الكبير للوطن واستعدادهم الدائم للدفاع عن ترابه. كما تم تسليم علم قيادة لواء خليفة بن زايد المحمول جواً، والذي يمثل خطوة مهمة في تعزيز القدرات الدفاعية لدولة الإمارات، وجاء تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة في تحديث القوات المسلحة لتواكب التحديات العالمية.
إشادة بتضحيات وتفاني أبناء الإمارات
كما عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن تقديره لجميع أبناء الإمارات الذين أظهروا التزامهم الكامل بالخدمة الوطنية، مؤكداً أن الخدمة الوطنية ليست مجرد واجب عسكري، بل هي تجسيد حقيقي لقيم الولاء والانتماء للوطن، التي غرسها الآباء المؤسسون في نفوس المواطنين. وهنأ سموه أبناء الإمارات على جهودهم في الحفاظ على أمن الوطن، مشيراً إلى أن الشباب الإماراتي جاهز دائمًا لتلبية نداء الوطن في جميع المجالات، سواء في الدفاع أو في المجالات الأخرى التي تساهم في تقدم الدولة.
وفي سياق هذا الاحتفال، تم تكريم عدد من الضباط من منتسبي القوات المسلحة الذين قدموا خدمات متميزة في مرحلة بناء وتطوير القانون، وتقديراً لتفانيهم في تحقيق أهداف خدمة الوطن.
الاحتفال في السميح: رمز للاتحاد
اختيرت منطقة السميح لتكون موقعًا للاحتفال نظراً لأهميتها التاريخية، حيث شهدت في 18 فبراير 1968 اللقاء التاريخي بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، لإعلان قيام اتحاد أبوظبي ودبي، الذي كان الخطوة الأولى نحو تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وبذلك، أصبحت هذه المنطقة رمزًا لانطلاق مسيرة الاتحاد ونهضته.
خاتمة
يُعتبر الاحتفال بمرور 10 سنوات على قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية بمثابة تأكيد على التزام دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة ببناء جيل من الشباب المتحمس والمستعد دائمًا لحماية وطنه وتعزيز أمنه. ويُجسد هذا الحدث الوطني الفريد وحدة الشعب الإماراتي والروح الوطنية العالية التي تسود في أوساطه، حيث يظل الولاء والانتماء للوطن قيمًا راسخة في قلوب أبناء الإمارات.