في خطوة جديدة لتعزيز سلامة مستخدمي الطرق في دبي، تم تركيب أجهزة رادار متطورة على العديد من الشوارع والطرق الرئيسية في المدينة. تعتمد هذه الأجهزة على تقنية الذكاء الاصطناعي، والتي تسمح لها برصد وتحليل ست مخالفات مرورية تمسّ بشكل مباشر أمن السائقين والمشاة على حد سواء. وتأتي هذه الأجهزة كجزء من جهود شرطة دبي المستمرة لتحسين سلامة الطرق عبر حلول تقنية مبتكرة.

تقنيات الذكاء الاصطناعي: رصد دقيق للمخالفات

في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، أوضح إياد البرقاوي، المدير العام لشركة «كي تي سي إنترناشيونال»، المتخصصة في أنظمة الضبط المروري، أن الرادار المتطور يمكنه رصد عدة مخالفات خطرة، من أبرزها عدم ربط حزام الأمان، واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، والانحراف المفاجئ عن مسار الطريق، وعدم الالتزام بخط السير الإلزامي، إضافة إلى مخالفة تلوين الزجاج الأمامي، والمخالفة المتعلقة بالضجيج الناجم عن السيارات المعدلة.

يستند الرادار في عمله إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تمكنه من تحليل الصور بدقة متناهية، حتى في حالات الضوء الخافت أو عند ارتداء السائق ملابس مشابهة للون حزام الأمان، مما يزيد من دقة تحديد المخالفات. كما يمكنه رصد حركة يد السائق وتحديد ما إذا كان يستخدم الهاتف أو يشغل مكبر الصوت، وبالتالي يحدد درجة انشغاله.

حلول مبتكرة لضبط سلوك السائقين

تساهم هذه الأنظمة المتطورة في تحسين سلوك السائقين على الطرق من خلال رصد مخالفات مثل القيادة عكس السير أو الوقوف في أماكن محظورة، حيث يتم توثيق المخالفة بالفيديو وتحويلها تلقائيًا إلى الإدارة العامة للمرور لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

من أبرز المخالفات التي يحاربها الرادار هي انشغال السائق باستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وهي واحدة من أكثر أسباب الحوادث شيوعًا. كما يساعد الجهاز في رصد المخالفات التي قد لا تلاحظها العين المجردة، مثل تلوين الزجاج الأمامي للسيارة بشكل غير قانوني، وهو ما يعرض السائقين للمسائلة القانونية إذا لم يكن لديهم تصريح أمني خاص.

توسيع نطاق التطبيق: تغطية شاملة

تعد شرطة دبي رائدة في استخدام هذه الأنظمة المتقدمة، حيث نشرت الرادارات الحديثة في العديد من المناطق التجارية والسكنية على حد سواء، بهدف ضبط سلوك السائقين الذين يتجاهلون حقوق المشاة أو يستهترون بقوانين المرور. هذه الخطوة تُعدّ جزءًا من استراتيجية شاملة لتقليل الحوادث المرورية وتعزيز الأمن والسلامة على الطرق.

البرقاوي أشار أيضًا إلى أن الأجهزة تتمتع بمرونة في التركيب والنقل، حيث يمكن تثبيتها بسهولة على الحواجز الخرسانية الفاصلة بين الاتجاهين، مما يسهل استخدامها في أي منطقة حسب الحاجة. كما أكد أن الرادارات تخضع لتحديث مستمر لتلبية احتياجات المجتمع وضمان الاستفادة القصوى منها.

رادار حديث لرصد مخالفة الضجيج

من بين الابتكارات الحديثة التي تم تطويرها هو رادار خاص برصد مخالفة الضجيج، الذي يُعتبر من الملوثات البيئية والمرورية المزعجة. هذا الجهاز قادر على تحديد مدى ارتفاع صوت السيارات المعدلة وتسجيل المخالفات المتعلقة بهذا الأمر، بحيث يتم توجيه المخالفة إلى الإدارة المختصة لتوثيقها واتخاذ الإجراءات اللازمة.

خلاصة

إن استخدام هذه الأنظمة الذكية يعكس التزام شرطة دبي بتحقيق أعلى معايير السلامة المرورية، من خلال استغلال أحدث التقنيات لرصد المخالفات وضبط سلوك السائقين. هذه الحلول المتطورة تُسهم بشكل كبير في تحسين بيئة الطرق وتقليل الحوادث، مما يعزز الأمان لجميع مستخدمي الطريق، سواء كانوا سائقين أو مشاة.