ظاهرة سكوترات الأطفال: إشكالية تهدد السلامة في أحياء دبي
في السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التنقل الكهربائية مثل “السكوتر” واحدة من أبرز وسائل النقل الشخصية في دبي، ولكن استخدام هذه الوسائل في الأحياء السكنية، خصوصاً من قبل الأطفال والمراهقين، قد أصبح يشكل تحدياً كبيراً للسلامة المرورية. إذ يعاني سكان بعض المناطق مثل “الفرجان” من تصرفات متهورة، حيث يندفع الأطفال بسرعة عبر الشوارع دون مراعاة للمارة أو السيارات، مما يعرضهم وسلامة الآخرين للخطر.
سلوكيات متهورة تؤدي إلى حوادث خطيرة
من بين أبرز الشكاوى التي أثيرت، تزايد حوادث الإصابة جراء قيادة السكوترات من قبل أطفال ومراهقين لا يملكون الوعي الكامل للقيادة في الطرق العامة. فقد شهدت بعض المناطق السكنية حالات صدم لمشاة، بما في ذلك طفل أصيب بإصابات بليغة بعدما قاد “سكوتر” بشكل متهور، فضلاً عن حوادث أخرى تعرض فيها أشخاص للسقوط أو الاصطدام. وفي هذا الصدد، تؤكد شرطة دبي أنها سجلت أكثر من 51 ألف مخالفة على مدار ثلاث سنوات، من بينها مخالفات تتعلق باستخدام “السكوتر” بشكل غير قانوني.
الآباء مسؤولون عن سلامة أطفالهم
تعتبر شرطة دبي أن دور الآباء أساسي في منع هذه التصرفات المتهورة، مشيرة إلى ضرورة مراقبة سلوكيات الأطفال أثناء استخدامهم للسكوترات. وقد لوحظ في عدة حالات أن بعض الآباء يشترون السكوترات لأبنائهم دون مراقبة سلوكهم أو التأكد من أنهم لا يتجاوزون الضوابط القانونية. في هذا السياق، دعت شرطة دبي إلى تطبيق قانوني صارم يمنع السماح للأطفال دون السن القانونية باستخدام هذه الوسائل بشكل غير آمن.
تشريعات جديدة لضبط استخدام السكوتر
من جهتها، أكدت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أنها قد وضعت ضوابط صارمة لاستخدام “السكوتر” الكهربائي، حيث يجب أن يكون عمر المستخدم 16 عاماً على الأقل ليتمكن من الحصول على التصريح اللازم، كما أن هناك مسارات مخصصة للركاب على السكوتر لضمان عدم تعريضهم للخطر.
التعاون بين الجهات المعنية
تعمل شرطة دبي بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات على إيجاد حلول لهذه المشكلة، حيث أُعلنت عن ضرورة تحديث التشريعات لضمان سلامة مستخدمي الطرق. وتشير تقارير إلى أن هناك تشريعات قيد التنفيذ على مستوى الدولة لتحديد معايير الاستخدام الآمن للوسائل التنقل الشخصي مثل السكوتر، بهدف تقليل المخاطر وتحقيق السلامة العامة.
التوعية مسؤولية الجميع
ختاماً، يظل الأمل في إحداث تغييرات حقيقية في سلوكيات مستخدمي السكوتر. من خلال تضافر الجهود بين أولياء الأمور، السلطات المحلية، ووسائل الإعلام، يمكن ضمان استخدام آمن لهذه الوسائل التنقلية التي تساهم في تقليل الازدحام المروري، وتعزيز الصحة العامة، مع المحافظة على سلامة الأفراد والمجتمع.