Published On: Fri, Dec 13th, 2024

أطباء: التشخيص المبكر يعزز فرص العلاج ويكشف الأمراض قبل ظهور الأعراض

حذر الأطباء من إهمال الفحوص الطبية السنوية، مؤكدين أن التشخيص المبكر يعد من العوامل الرئيسية في تحسين فرص العلاج والوقاية من الأمراض المزمنة. وقد أشاروا إلى أن الحفاظ على الصحة لا يتوقف على مستوى اللياقة البدنية، بل يتطلب إجراء فحوصات شاملة تكشف عن المشكلات الصحية قبل ظهور الأعراض، مما يساهم في تقليل شدة المرض وزيادة فعالية العلاج.

أسباب إهمال الفحوص الدورية

رغم أهمية الفحص الدوري، أفاد مواطنون ومقيمون بأنهم يتجنبون زيارة الطبيب إلا عند الشعور بمشكلة صحية محددة. ومن أبرز الأسباب التي تحول دون إجراء الفحوصات الدورية: عدم الشعور بأي أعراض، الخوف من التشخيص السلبي، وظروف العمل المزدحمة التي تمنعهم من الالتزام بالمواعيد الطبية. كما أشار البعض إلى الكلفة المالية التي قد تترتب على بعض الفحوصات.

وفي هذا السياق، أكد عدد من المواطنين، مثل عادل المنصوري وأحمد خليفة وطلال إبراهيم، أن عدداً كبيراً من الأشخاص يتجنبون الذهاب للمستشفيات إلا في الحالات الضرورية. وأوضحوا أن هذا يعود إلى اعتقاد خاطئ مفاده أنه لا حاجة للفحوص طالما لا يوجد أي شكاوى صحية، أو خوفاً من اكتشاف أمراض غير مرئية.

أهمية الفحوص الدورية للوقاية المبكرة

أشار الأطباء إلى أن الفحوصات الدورية هي الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الأمراض. وأوضح استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سعيد سجواني، أن الفحوص السنوية يجب أن تشمل اختبارات شاملة مثل فحص السكري، الكوليسترول، وظائف الكبد والكلى، والغدة الدرقية، وفحص فيتامين “D” بالإضافة إلى فحوصات أخرى حسب العمر وحالة الشخص الصحية.

وقال سجواني: “كلما تم اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة، زادت فرص العلاج والشفاء. على سبيل المثال، الفحص المبكر لسرطان الثدي يمكن أن يساهم في تقليل معدل الوفيات، ويمنح المرضى فرصة أفضل للتعافي.”

فحوص خاصة للنساء

أوضح الأطباء أن الفحوص الدورية للمرأة تعتبر ضرورية لحمايتها من الأمراض المستقبلية. وقالت أخصائية طب النساء، الدكتورة مي محمد، إن الفحوص الوقائية مثل فحص الثدي (الماموغرام) وسرطان عنق الرحم تساعد في الكشف عن الأمراض قبل ظهور الأعراض، وبالتالي تقليل خطر حدوث مضاعفات خطيرة. كما أكدت على أهمية فحوص الغدة الدرقية وفحص الأمراض المزمنة في حالات الوزن الزائد أو اتباع نمط حياة غير صحي.

الفحص المبكر للأمراض المزمنة

أوضح أخصائي الباطنة، الدكتور حازم عزت، أن الأمراض المزمنة تتطور في صمت، وغالباً ما لا تظهر أعراضها إلا بعد أن تكون قد وصلت إلى مرحلة متقدمة. وقال: “الفحص الدوري يساعد في اكتشاف الأمراض قبل تفاقمها، مما يعزز فرص العلاج الناجح ويسهم في تحسين جودة الحياة.”

من جهتها، أكدت دائرة الصحة أبوظبي على أهمية الفحوص الدورية، وأشارت إلى أن الرعاية الصحية الأولية تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض والوقاية منها. وأوضحت الدائرة أن طبيب الأسرة يعد شريكاً أساسياً في الحفاظ على صحة الأفراد والعائلات، حيث يقوم بتوجيه المرضى نحو الفحوصات المناسبة بناءً على السجل المرضي.

خدمات الفحص الدوري في أبوظبي

أعلنت دائرة الصحة أبوظبي عن توفير خدمات الفحص الدوري الشامل “افحص” من خلال أكثر من 150 منشأة صحية في مختلف أنحاء الإمارة. وتشمل هذه الخدمة الفحوصات المتعلقة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات الأكثر شيوعاً، بالإضافة إلى صحة العظام وصحة الفم والأسنان. يتضمن البرنامج أيضاً تقييمات شاملة للمخاطر الصحية بناءً على استبيان صحي، وتقديم تقرير طبي متكامل حول نتائج الفحص خلال 10 أيام من إجراء الفحوصات.

في الختام

يشدد الأطباء على أن الفحوص الدورية لا تقتصر فقط على علاج الأمراض، بل هي خطوة استباقية نحو حياة صحية خالية من المشاكل الصحية الخطيرة. وبالرغم من بعض العوائق مثل التكاليف والظروف الشخصية، فإن الفحص الدوري يعد الوسيلة الأكثر فعالية لتجنب الأمراض والمضاعفات المستقبلية.