الإمارات تسعى لتعزيز مكانة اللغة العربية بمبادرات طموحة
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الطموحة لحماية وتعزيز مكانة اللغة العربية في العالم، متبنية العديد من المبادرات التي تهدف إلى إحياء اللغة العربية والحفاظ على هويتها الثقافية. وتعتبر الإمارات من الدول الرائدة في دعم اللغة العربية من خلال مجموعة من المشاريع المبتكرة التي تهدف إلى نشر ثقافة اللغة العربية وتعزيز استخدامها في مختلف المجالات.
من أبرز هذه المبادرات “مبادرة بالعربي” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة عام 2013. تهدف هذه المبادرة إلى تشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز من دور اللغة العربية في العصر الرقمي. في عام 2021، تم إطلاق هوية جديدة لهذه المبادرة تحت شعار “اللغة العربية لغةً للعلوم والمعرفة”، لتعزيز الهوية العربية لدى الشباب.
أما “جائزة محمد بن راشد للغة العربية”، فهي واحدة من أهم الجوائز التي تدعم وتعزز مكانة اللغة العربية في مجال الأدب والإبداع. تندرج الجائزة ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وتهدف إلى تحفيز المشاركين على ابتكار حلول لتعزيز تعليم اللغة العربية وتسهيل تعلمها، فضلاً عن تعزيز وجودها في المحافل الدولية.
من المشاريع الهامة الأخرى “تحدي القراءة العربي”، الذي يعد أكبر تحدي تنافسي معرفي في الوطن العربي. يستهدف هذا التحدي ملايين الطلاب سنويًا ويشجعهم على قراءة 50 مليون كتاب في كل عام دراسي، مما يعزز ثقافة القراءة باللغة العربية ويشجع الشباب على استخدام اللغة في حياتهم اليومية.
كما تبرز “مدرسة” الرقمية، التي تسعى إلى تحسين التعليم في العالم العربي من خلال تقديم محتوى تعليمي نوعي يواكب أحدث الأساليب التعليمية العالمية، مما يعزز من مهارات الطلاب ويعدهم لمنافسة أقرانهم في دول العالم المتقدم.
ويدعم مركز أبوظبي للغة العربية جهود الدولة في تعزيز اللغة العربية من خلال وضع استراتيجيات تطويرها وتعزيز استخداماتها على المستويين المحلي والدولي، فضلاً عن دعم المواهب العربية في مجالات الكتابة والترجمة والنشر.
كذلك، يُعتبر “المعجم التاريخي للغة العربية” أحد أكبر المشاريع اللغوية في العالم، حيث يهدف إلى توثيق كل جوانب اللغة العربية من خلال جمع شواهد لغوية ضخمة، وهو مشروع يخدم الأجيال الحالية والمستقبلية في توثيق التراث اللغوي العربي.
وتسعى الإمارات من خلال هذه المبادرات وغيرها إلى إعادة الاعتبار للغة العربية وتوفير منصة لها لتكون حاضرة بقوة في عالم المعرفة والعلم، مما يعزز من مكانتها كأداة للتعلم والتواصل في العصر الحديث.