تحذير من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية: خطر على صحة المريض والمجتمع
حذر الأطباء في الإمارات من الاستخدام المفرط وغير المنظم للمضادات الحيوية، خصوصاً في حالات الزكام والسعال، حيث يشكل الإفراط في استخدام هذه الأدوية خطراً على صحة المرضى والمجتمع. وبينما تعد المضادات الحيوية أدوية حيوية لعلاج العدوى البكتيرية، فإن إساءة استخدامها قد يؤدي إلى فقدان فعاليتها على المدى الطويل.
يشير الأطباء إلى أن تناول المضادات الحيوية دون استشارة طبية قد يسبب مشاكل صحية عدة، بما في ذلك تدمير البكتيريا المفيدة في الجسم وزيادة مقاومة البكتيريا الضارة. هذا يرفع من صعوبة علاج العدوى في المستقبل، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة في كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأكد استشاري طب الأسرة الدكتور عادل سجواني أن معظم حالات الزكام والحمى ناتجة عن عدوى فيروسية لا تحتاج إلى مضادات حيوية. وأضاف أن استخدام هذه الأدوية دون الحاجة إليها يضعف جهاز المناعة ويعرض المريض لآثار جانبية مثل اضطرابات معوية، وزيادة احتمال الإصابة بالأمراض السرطانية.
من جانبها، أفادت الأخصائية في الأمراض المعدية الدكتورة ديما إبراهيم بأن الإفراط في تناول المضادات الحيوية يعزز مقاومة البكتيريا، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة في المستقبل، وقد يؤدي إلى عدوى مقاومة للأدوية التي قد تكون قاتلة.
كما أشارت الدراسات إلى أن الأدوية المضادة للبكتيريا ليست فعالة ضد الأمراض الفيروسية مثل الزكام أو الإنفلونزا، مما يجعل استخدامها في هذه الحالات غير مبرر. في هذا السياق، يشدد الأطباء على ضرورة التشاور مع الطبيب قبل تناول أي نوع من المضادات الحيوية، لتحديد إذا ما كان المرض بكتيرياً أو فيروسياً.
وفي ما يتعلق باستخدام المضادات الحيوية أثناء الحمل، أكدت أخصائية طب النساء والولادة الدكتورة مي محمد أنه يجب توخي الحذر في اختيار الأدوية، حيث تعتمد السلامة على نوع المضاد الحيوي ومدة الحمل.
لذا، يشدد الخبراء على أهمية زيادة الوعي العام حول خطورة استخدام المضادات الحيوية بدون استشارة طبية. وتشير الإحصائيات إلى أن تكلفة الرعاية الصحية للمصابين بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية قد تتجاوز تكاليف علاج الحالات غير المقاومة.
ختاماً، ينبه مركز أبوظبي للصحة العامة إلى ضرورة عدم استخدام المضادات الحيوية في حالة الزكام أو الإنفلونزا، مشيراً إلى أن العلاجات البديلة مثل مسكنات الألم والأدوية المضادة للالتهابات قد توفر الراحة دون التسبب في مشاكل صحية مستقبلية.