رجل يسدد دين صديقه دون علمه.. ويطلب المبلغ بعد سنتين، هل هذا قانوني؟
في واقعة غريبة شهدها أحد المجالس الاجتماعية، سأل قارئ لموقع “الإمارات اليوم” عن موقف قانوني يتعلق بسداد دين. حيث أشار إلى أنه كان يتحدث مع مجموعة من الأصدقاء عن ضائقته المالية، ويفاجأ بعد أيام بأن أحد أصدقائه قد سدد دينه لإحدى الشركات المالية دون علمه أو طلب منه ذلك. وبعد مرور سنتين، اتصل الصديق طالباً منه رد المبلغ، مما أثار تساؤلات حول مدى قانونية ذلك.
تفسير قانوني للموقف
للإجابة عن هذا الاستفسار، يتحدث المحامي والمستشار القانوني بدر خميس، موضحًا أن القانون ينص على أن من يسدد دين شخص آخر بناءً على طلبه أو أمره يحق له الرجوع على المدين بما دفعه عنه. بمعنى آخر، يجب أن يكون هناك اتفاق مسبق بين الطرفين حول سداد الدين.
أما إذا قام شخص بسداد دين آخر دون طلب المدين، فليس له الحق في المطالبة بمبلغ الدين إلا في حالات محددة تُعرف بالفضالة.
ما هي “الفضالة”؟
الفضالة تعني القيام بفعل نافع دون أن يأمره أحد بذلك، ولكن في حالات خاصة قد يوافق عليها القاضي أو تفرضها ظروف معينة. وفي هذه الحالة، يعتبر الشخص الذي سدد الدين وكأنه نائب عن المدين، ولذلك تسري عليه أحكام الفضالة.
التزام أخلاقي
بعيدًا عن الإطار القانوني، يبقى هناك التزام أخلاقي على الشخص الذي قام بسداد الدين، حتى لو لم يُطلب منه ذلك. يعتبر رد الفضل والمعروف من القيم الإنسانية التي تعزز من روح التعاون والمساعدة بين الناس. لذا، يُنصح الشخص الذي سدد الدين بالتحدث مع المدين حول الموقف، وتوضيح الأمور بشكل ودي.
ماذا يجب أن يفعل المدين؟
ينصح المحامي الشخص المدين بالتواصل مع الصديق الذي سدد الدين وإيضاح موقفه. كما يجب عليه التفكير بجدية في سداد المبلغ، سواء كان ذلك واجبًا قانونيًا أو التزامًا أخلاقيًا، لتعزيز العلاقات الاجتماعية والمحافظة على الروابط الطيبة بين الأصدقاء.
الخاتمة
تظهر هذه الواقعة أهمية التواصل والشفافية بين الأصدقاء عند التعاملات المالية. يجب أن يكون هناك وضوح في الأمور المالية لتجنب أي لبس أو سوء فهم قد يؤثر على العلاقات الشخصية.