مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتوجه العديد من الناس إلى تحضير الوجبات مسبقًا لتوفير الوقت والجهد خلال ساعات الصيام، مما يجعل «المُفرزنات» خيارًا شائعًا بين الأسر. ورغم أنها توفر الراحة وتساعد على تسريع تحضير الطعام، إلا أن الأطباء يحذرون من الاعتماد المفرط على هذه الأطعمة المُجمدة، مؤكدين أن الإفراط في تناولها قد يضر بالصحة العامة، خاصة خلال شهر رمضان.

مخاطر الاعتماد على الأطعمة المُفرزنة

1. زيادة مستويات الدهون المشبعة والسكريات تحتوي العديد من الأطعمة المُفرزنة، مثل الوجبات السريعة والمقبلات المُعدّة مسبقًا، على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والسكريات. هذه المواد تساهم في زيادة الوزن على المدى الطويل وتؤدي إلى ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
2. تدهور القيمة الغذائية للأطعمة عند تجميد الأطعمة لفترات طويلة، قد تفقد هذه الأطعمة جزءًا من قيمتها الغذائية. على سبيل المثال، الفيتامينات والمواد المغذية مثل فيتامين C والفولات قد تتأثر سلبًا بالتجميد. لذلك، قد لا تقدم الأطعمة المُفرزنة نفس الفوائد الغذائية التي يمكن الحصول عليها من الأطعمة الطازجة.
3. زيادة مخاطر الإصابة بمشاكل هضمية قد تحتوي بعض الأطعمة المُفرزنة على مواد حافظة وملونات صناعية، والتي قد تؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية أو مشاكل في الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب الأطعمة المُعدّة مسبقًا في مشاكل مثل الانتفاخ أو عسر الهضم نتيجة احتوائها على كميات كبيرة من الصوديوم.
4. مخاطر التسمم الغذائي إذا لم يتم تخزين الأطعمة المُفرزنة بشكل صحيح، أو إذا تم تذويبها وإعادة تجميدها عدة مرات، قد يزيد ذلك من خطر نمو البكتيريا والجراثيم. تناول الأطعمة الملوثة قد يؤدي إلى التسمم الغذائي، والذي يسبب أعراضًا مثل الإسهال والقيء وآلام المعدة، وهو ما قد يفسد تجربة الإفطار خلال شهر رمضان.

نصائح للتقليل من استخدام المُفرزنات في رمضان

1. الاعتماد على الأطعمة الطازجة من الأفضل تحضير الطعام باستخدام المكونات الطازجة قدر الإمكان. يمكن تحضير وجبات صحية ومتوازنة في وقت قصير باستخدام الخضروات الطازجة، والفواكه، والبروتينات الخالية من الدهون، مما يعزز من القيمة الغذائية للطعام ويحسن صحة الجسم.
2. تخزين الأطعمة بشكل صحيح إذا كان من الضروري استخدام الأطعمة المُفرزنة، يجب تخزينها بشكل صحيح لتجنب تدهور جودتها. كما ينبغي التأكد من عدم تذويب الطعام وإعادة تجميده عدة مرات، حيث أن هذا يؤدي إلى تدهور العناصر الغذائية ويزيد من خطر التسمم الغذائي.
3. الحد من الوجبات السريعة والمُعدّة مسبقًا ينبغي الحد من استهلاك الوجبات السريعة المُجمدة مثل البطاطس المقلية، والبرغر الجاهز، والبيتزا المُجمدة، حيث إنها تحتوي على كميات كبيرة من الدهون غير الصحية والصوديوم. من الأفضل اختيار الأطعمة التي تم تحضيرها في المنزل باستخدام مكونات صحية.
4. تنويع النظام الغذائي من المهم تنويع الوجبات خلال شهر رمضان لضمان الحصول على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية. يمكن تحضير أطباق متنوعة من الأطعمة الطازجة التي تشمل البروتينات النباتية والحيوانية، مع التركيز على الخضروات والفواكه.
5. إعداد الوجبات مسبقًا ولكن باستخدام مكونات طازجة يمكن تحضير بعض الأطعمة قبل رمضان واستخدام المكونات الطازجة وتخزينها في الثلاجة بدلاً من تجميدها. على سبيل المثال، يمكن إعداد الحساء أو الأطباق الرئيسية باستخدام الخضروات الطازجة، ثم تخزينها في حاويات مغلقة في الثلاجة للاحتفاظ بها لفترة أطول.

خاتمة

في النهاية، يمكن الاستفادة من الأطعمة المُفرزنة في بعض الحالات لسهولة التحضير وتوفير الوقت، ولكن يجب استخدامها بحذر وبتوازن. من الأفضل أن يكون الطعام في رمضان صحيًا وطازجًا لضمان تزويد الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاجها خلال الشهر الفضيل. باتباع النصائح الصحية وتجنب الاعتماد المفرط على الأطعمة المُفرزنة، يمكن تعزيز الصحة العامة والحفاظ على نظام غذائي متوازن، مما يساهم في صيام آمن وصحي.