Published On: Fri, Mar 7th, 2025

التحايل في العقود الإيجارية: مخاطر قانونية وخسائر مالية

في الآونة الأخيرة، برزت قضايا الإيجارات كأحد التحديات الرئيسية في السوق العقاري، خاصة مع سعي بعض الملاك إلى التحايل لإخلاء المستأجرين بهدف رفع الإيجارات. إحدى القضايا البارزة التي شهدها مركز فض المنازعات الإيجارية في دبي كشفت عن مدى خطورة هذه الممارسات، حيث انتهت بإلزام مالك عقار أوروبي بدفع 700 ألف درهم كتعويض لمستأجر، بعد ثبوت تحايله القانوني.

تفاصيل القضية

تعود الواقعة إلى قيام مستأجر أوروبي باستئجار فيلا وسداد القيمة الإيجارية بالكامل للمالك السابق. ومع بيع العقار لمالك جديد، تفاجأ المستأجر بإجراءات قانونية ضده تطالبه بالإخلاء بحجة عدم دفع الإيجار، رغم أنه دفعه بالفعل للمالك السابق. ولم يكتفِ المالك الجديد بذلك، بل قام بتسجيل بريد إلكتروني خاطئ للمستأجر، مما منعه من تلقي أي إشعارات قضائية، ليصدر حكم غيابي ضده بالإخلاء.

عند عودة المستأجر من إجازته السنوية، وجد أن أقفال الفيلا قد تغيّرت، وتمت مصادرة أثاثه، ما اضطره وعائلته للإقامة في فندق حتى اكتشاف ما حدث. وبعد اللجوء إلى القضاء، أثبت المستأجر أن المالك الجديد تعمد تضليله، مما أدى إلى إلغاء الحكم السابق وإصدار تعويض مالي ومعنوي لصالحه.

العواقب القانونية للتحايل الإيجاري

أكد رئيس مركز فض المنازعات الإيجارية، القاضي عبدالقادر موسى، أن المركز ملتزم بحماية حقوق جميع الأطراف، مشدداً على أن التحايل القانوني قد يؤدي إلى خسائر مالية جسيمة للمؤجرين. وأضاف أن العقوبات قد تتجاوز التعويض المالي لتشمل تدابير قانونية صارمة ضد المخالفين.

نصائح لتجنب النزاعات الإيجارية

  • توثيق جميع المراسلات بين المؤجر والمستأجر.
  • استخدام قنوات قانونية واضحة لسداد الإيجار وتوثيق الدفع.
  • اللجوء إلى الجهات المختصة في حال وقوع أي خلاف، بدلاً من اللجوء إلى أساليب غير قانونية.
  • التحقق من صحة البيانات المقدمة عند تسجيل القضايا لمنع التلاعب بالإجراءات القانونية.

خلاصة

القضية تسلط الضوء على أهمية الالتزام بالقوانين التنظيمية للعقود الإيجارية، إذ أن التحايل قد يحقق مكاسب قصيرة الأجل لكنه يؤدي إلى خسائر طويلة الأمد، سواء من حيث العقوبات القانونية أو الأضرار المالية. لذا، يبقى احترام العقود والشفافية في التعامل هو النهج الأمثل لضمان استقرار السوق العقاري وحماية حقوق الجميع.