في تطور أثار جدلًا واسعًا في الكويت، كشفت الجهات الرسمية عن تفاصيل قضية تلاعب في سحوبات الجوائز التي هزت الثقة في نزاهة المسابقات التجارية. القضية بدأت عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عملية سحب جوائز مشبوهة، حيث تم الكشف عن تورط شبكة منظمة في التلاعب بنتائج السحوبات لضمان فوز أشخاص محددين.

التحقيقات التي أجرتها وزارة الداخلية الكويتية بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة كشفت عن تورط مسؤول في وزارة التجارة، يُدعى أحمد محمد الحمد، الذي استغل منصبه كرئيس قسم السحوبات لتنفيذ عمليات تلاعب ممنهجة. هذا المسؤول كان يضمن فوز أشخاص محددين مقابل تلقيه منافع مادية. كما أظهرت التحقيقات تورط سيدة مصرية تُدعى فاطمة جمال سعد دياب، التي فازت بأربع سيارات فاخرة خلال عام واحد، مما أثار شكوكًا حول نزاهة السحوبات.

الجهات الأمنية تمكنت من القبض على المتورطين الرئيسيين، بما في ذلك السيدة فاطمة وزوجها أثناء محاولتها مغادرة البلاد عبر مطار الكويت الدولي. التحقيقات كشفت أيضًا عن تورط شبكة تضم أفرادًا من جنسيات مختلفة، حيث تم تحديد أسماء فائزين آخرين مشتبه بتورطهم في عمليات تلاعب مماثلة.

وزارة التجارة والصناعة أعلنت عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لضمان نزاهة السحوبات المستقبلية، كما أوقفت الموظف المسؤول عن العمل وأحالت القضية إلى النيابة العامة. من جانبها، أكدت وزارة الداخلية أنها لن تتهاون في ملاحقة كل من يثبت تورطه في قضايا الفساد، مشددة على اتخاذ أقصى العقوبات القانونية بحق المتهمين.

هذه القضية أثارت موجة من الغضب بين المواطنين، الذين طالبوا بتعزيز الرقابة على المسابقات التجارية لضمان الشفافية والنزاهة. كما دعت الجهات الرسمية إلى مراجعة جميع السحوبات السابقة بدءًا من عام 2024، لضمان عدم تكرار مثل هذه التجاوزات.

القضية تُعتبر درسًا مهمًا للجهات المنظمة للمسابقات التجارية، حيث أكدت وزارة التجارة والصناعة على أهمية تطبيق أعلى معايير الشفافية والحوكمة لضمان نزاهة العمليات التجارية واستعادة ثقة الجمهور. التحقيقات لا تزال مستمرة للكشف عن جميع المتورطين وضمان تقديمهم للعدالة.