أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أن الاستثمار في الكفاءات الوطنية وتبني ثقافة الابتكار يشكلان الركيزة الأساسية التي تضمن حماية الوطن وتعزيز مكانته في البر والبحر والجو. وأشار سموه إلى أن دولة الإمارات أدركت منذ تأسيسها أهمية العنصر البشري باعتباره الثروة الحقيقية والأصل الأهم في عملية التنمية الشاملة، ولهذا أولت القيادة الرشيدة جل اهتمامها لتأهيل وتطوير الكوادر الوطنية، وتوفير البيئة الداعمة التي تتيح لهم الإبداع والتميز في جميع القطاعات.

وأوضح سمو الشيخ حمدان أن الإمارات استطاعت بفضل رؤيتها الاستراتيجية أن تضع الإنسان في صدارة أولوياتها، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات والبرامج الوطنية التي تهدف إلى اكتشاف المواهب وصقل المهارات وتوفير فرص التدريب والتعليم المستمر، بما يواكب أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية في العالم. وأكد أن الاستثمار في أبناء الوطن لا يقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل يشمل أيضاً تعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال، وتشجيع الشباب على تقديم أفكار وحلول جديدة تساهم في تطوير القطاعات الحيوية، مثل الاقتصاد والصناعة والتكنولوجيا والدفاع والأمن.

وشدد سموه على أن تبني الابتكار أصبح اليوم ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم، خاصة في ظل التغيرات المتلاحقة في المجالات الاقتصادية والتقنية والبيئية. وأشار إلى أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، حيث أصبحت نموذجاً يحتذى به في دعم البحث العلمي وتطوير التقنيات الحديثة، وتوفير بنية تحتية متقدمة تتيح للكفاءات الوطنية العمل والإبداع في بيئة محفزة وآمنة.

وأضاف سمو الشيخ حمدان أن الحفاظ على أمن الوطن واستقراره يتطلب تضافر الجهود بين جميع القطاعات، وتكامل الأدوار بين المؤسسات الحكومية والخاصة، وتوفير منظومة متكاملة من التشريعات والسياسات التي تضمن استدامة التميز والابتكار. وأكد أن الإمارات بفضل رؤيتها الثاقبة وقيادتها الحكيمة قادرة على مواجهة مختلف التحديات، وحماية مكتسباتها الوطنية في البر والبحر والجو، من خلال الاعتماد على أبنائها المخلصين الذين أثبتوا قدرتهم على تحقيق الإنجازات ورفع اسم الوطن عالياً في جميع المحافل.

واختتم سموه بالتأكيد على أن المستقبل سيكون للأمم التي تستثمر في عقول أبنائها وتتبنى الابتكار كنهج عمل دائم، وأن الإمارات ستواصل السير على هذا النهج لتحقيق المزيد من النجاحات، وضمان استدامة التنمية والازدهار للأجيال القادمة، مع الحفاظ على أمن الوطن وسيادته ومكانته الرائدة بين دول العالم.