المصرف المركزي يفرض غرامة مالية قدرها 200 مليون درهم على شركة صرافة بسبب تورطها في غسل الأموال
أعلن المصرف المركزي في دولة الإمارات عن اتخاذ إجراء حاسم ضد إحدى شركات الصرافة العاملة في الدولة، حيث تم فرض غرامة مالية ضخمة بلغت 200 مليون درهم على الشركة، وذلك بعد ثبوت تورطها في مخالفات تتعلق بغسل الأموال. ويأتي هذا القرار في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الجهات الرقابية الإماراتية لحماية النظام المالي والاقتصادي من المخاطر المرتبطة بالجرائم المالية، وللتأكيد على التزام الدولة بتطبيق أعلى معايير الشفافية والنزاهة في القطاع المالي.
وقد أوضح المصرف المركزي أن التحقيقات التي أجريت كشفت عن وجود تجاوزات خطيرة في أنظمة وإجراءات الشركة المتعلقة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث لم تلتزم الشركة بالضوابط والتعليمات الصادرة عن الجهات الرقابية، ما سمح بمرور معاملات مالية مشبوهة دون الإبلاغ عنها أو اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها. وأكد المصرف أن هذه المخالفات تمثل تهديداً مباشراً لسلامة النظام المالي في الدولة، وتضر بسمعة الإمارات كمركز مالي عالمي يلتزم بأعلى معايير الامتثال والحوكمة.
ويعكس فرض هذه الغرامة الكبيرة جدية السلطات الإماراتية في مواجهة أي ممارسات غير قانونية في القطاع المالي، ويبعث برسالة واضحة إلى جميع المؤسسات المالية وشركات الصرافة بضرورة الالتزام الكامل بالتشريعات واللوائح المنظمة لمكافحة غسل الأموال. كما يؤكد المصرف المركزي أن الرقابة الصارمة والمتابعة المستمرة ستظل نهجاً ثابتاً لضمان نزاهة النظام المالي وحماية الاقتصاد الوطني من أية مخاطر محتملة.
ومن المتوقع أن يكون لهذا القرار أثر رادع على باقي الشركات والمؤسسات المالية، إذ يضع الجميع أمام مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في تطبيق الإجراءات الوقائية والإبلاغ عن أي معاملات مشبوهة فوراً، وعدم التهاون في الالتزام بالتشريعات المحلية والدولية ذات الصلة. كما يعزز هذا الإجراء ثقة المستثمرين والمتعاملين في السوق المالية الإماراتية، ويؤكد حرص الدولة على توفير بيئة استثمارية آمنة وشفافة تدعم النمو الاقتصادي المستدام.
ويأتي هذا التحرك الحاسم في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها الإمارات لتعزيز مكانتها العالمية في مكافحة الجرائم المالية، وتطوير منظومة رقابية متكاملة تواكب أفضل الممارسات الدولية، وتضمن استدامة الاستقرار المالي والاقتصادي في الدولة.