شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي انعقاد الاجتماع السابع عشر للجنة الحوار الاستراتيجي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا، في محطة جديدة تؤكد متانة العلاقات الثنائية وعمق الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين على مدى عقود من التعاون والتفاهم المشترك. ويأتي هذا الاجتماع في إطار الحرص المتبادل على تعزيز أواصر التعاون في مختلف المجالات، وتوسيع آفاق الشراكة بما يتناسب مع التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، ويحقق تطلعات الشعبين الصديقين نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً.

خلال هذا الاجتماع رفيع المستوى، ناقش الجانبان الإماراتي والفرنسي عدداً من القضايا الاستراتيجية التي تهم البلدين، حيث تم التركيز على سبل تطوير التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة المتجددة والتعليم والثقافة والأمن والدفاع، إضافة إلى الابتكار والتكنولوجيا والتحول الرقمي. وأكد المشاركون على أهمية البناء على الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، والعمل على استكشاف فرص جديدة للتعاون بما يواكب تطلعات القيادتين في كلا البلدين ويعزز من مكانة الشراكة الإماراتية-الفرنسية كنموذج يحتذى به في العلاقات الدولية.

كما تطرق الاجتماع إلى التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة والعالم، مؤكدين التزامهما المشترك بدعم الاستقرار والسلام وتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب. وقد شدد الطرفان على أهمية استمرار التنسيق والتشاور حول الملفات ذات الاهتمام المشترك، والعمل معاً لمواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي، وأمن الطاقة، والأمن الغذائي، إضافة إلى دعم المبادرات الإنسانية والتنموية في المناطق الأكثر احتياجاً.

ولم يقتصر الحوار على الجوانب السياسية والاقتصادية فقط، بل شمل أيضاً التعاون الثقافي والعلمي والتعليمي، حيث تم التأكيد على أهمية التبادل الثقافي والمعرفي كجسر للتواصل بين الشعبين، وعلى دعم المبادرات التي تعزز من التقارب الحضاري وتفتح آفاقاً جديدة أمام الشباب في كلا البلدين. كما تم استعراض الجهود المشتركة في مجالات البحث العلمي والابتكار، والتأكيد على أهمية الاستثمار في العقول البشرية وتطوير المهارات لمواكبة متطلبات العصر الحديث.

ويأتي انعقاد هذا الاجتماع في ظل علاقات تاريخية راسخة بين الإمارات وفرنسا، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة على كافة الأصعدة، بفضل الرؤية المشتركة للقيادتين وحرصهما الدائم على ترسيخ التعاون الثنائي وتوسيع مجالاته. وقد أبدى الجانبان خلال الاجتماع التزامهما بمواصلة العمل المشترك لتحقيق المزيد من الإنجازات، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بما يخدم مصالح البلدين ويدعم الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.

ويعكس هذا الاجتماع حرص الإمارات وفرنسا على بناء مستقبل مشترك يقوم على أسس متينة من الثقة والاحترام المتبادل والتعاون البنّاء، ويؤكد أن الحوار الاستراتيجي بين البلدين سيظل ركيزة أساسية في مسيرة العلاقات الثنائية، ومحركاً رئيسياً لتحقيق تطلعات الشعبين نحو مزيد من التقدم والازدهار في مختلف المجالات.