أسواق الأسهم الإماراتية تواصل صعودها ومؤشر دبي يسجل أعلى مستوياته منذ يوليو 2008 في موجة تفاؤل اقتصادي
شهدت أسواق المال الإماراتية يوماً استثنائياً من الأداء الإيجابي، حيث اكتست مؤشرات الأسهم باللون الأخضر، في دلالة واضحة على حالة التفاؤل والثقة التي تسود أوساط المستثمرين والمتعاملين في السوق. وجاء في مقدمة هذه الإنجازات صعود مؤشر سوق دبي المالي إلى أعلى مستوى له منذ يوليو عام 2008، وهو ما يعكس قوة الزخم الإيجابي الذي تشهده السوق وتزايد شهية الاستثمار في مختلف القطاعات المدرجة.
ويعزو خبراء الاقتصاد هذا الأداء القوي إلى مجموعة من العوامل الإيجابية التي تضافرت في الفترة الأخيرة، من بينها استقرار الأوضاع الاقتصادية في الدولة، وارتفاع معدلات النمو في القطاعات الحيوية مثل العقارات والبنوك والطاقة، بالإضافة إلى استمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية والمحلية إلى السوق الإماراتي. كما ساهمت السياسات الحكومية المرنة والداعمة لبيئة الأعمال في تعزيز ثقة المستثمرين، خاصة مع المبادرات المستمرة لتطوير التشريعات وتحفيز الابتكار وتسهيل إجراءات الاستثمار.
ومن اللافت أن حالة التفاؤل لم تقتصر على سوق دبي فقط، بل امتدت إلى سوق أبوظبي للأوراق المالية أيضاً، حيث سجلت العديد من الأسهم القيادية ارتفاعات ملحوظة، وسط تداولات نشطة تعكس رغبة المستثمرين في اقتناص الفرص المتاحة. ويؤكد مراقبون أن هذا الصعود المتواصل يعزز مكانة الإمارات كمركز مالي إقليمي وعالمي، ويؤشر إلى متانة الاقتصاد الوطني وقدرته على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
ويترقب المستثمرون نتائج الشركات المدرجة للربع الثاني من العام، وسط توقعات باستمرار الأداء القوي، خاصة في ظل ارتفاع أسعار النفط وتحسن مؤشرات السياحة والتجارة. كما أن التوقعات الإيجابية بشأن مستقبل الاقتصاد الإماراتي، والدعم الحكومي المستمر للقطاعات الاستراتيجية، يعززان من فرص استمرار موجة الصعود في الأسواق المالية خلال الفترة المقبلة.
وفي ظل هذه التطورات، تعيش الأسواق الإماراتية حالة من الانتعاش والثقة، حيث يواصل المستثمرون ضخ السيولة في الأسهم، مدفوعين بآمال تحقيق المزيد من المكاسب، بينما تراقب المؤسسات المالية العالمية أداء السوق الإماراتي باهتمام، باعتباره نموذجاً للاستقرار والنمو في المنطقة.