Published On: Thu, May 29th, 2025

ضبط رجل عربي يحتال على المواطنين ببيع مياه عادية من الخزان مدعيًا أنها مياه زمزم المباركة

ألقت السلطات المعنية القبض على رجل من جنسية عربية، بعد تورطه في عملية احتيال تمثلت في بيع مياه عادية مستخرجة من خزانات المياه، زاعمًا أنها مياه زمزم المباركة، مستغلًا مشاعر الناس الدينية وثقتهم الكبيرة في قدسية هذه المياه، التي ترتبط بمكانة دينية وروحية خاصة لدى المسلمين.

وقد تمكن هذا المحتال من الترويج لما يبيعه على أنه مياه زمزم الأصلية، معتمدًا على طرق إقناع مختلفة ومزاعم كاذبة، مدعيًا أن المياه تم جلبها من الأراضي المقدسة، الأمر الذي جعل الكثير من المواطنين يصدقونه دون التحقق من مصداقيته، خاصة في ظل ما يكنّه الناس من احترام وإجلال لهذه المياه التي يُعتقد ببركتها وفضلها في الشفاء والعبادة. واستغل الرجل تلك المشاعر ليحقق أرباحًا غير مشروعة من خلال بيع المياه المغشوشة بأسعار مرتفعة، تفوق قيمتها الحقيقية بأضعاف.

وبعد بلاغات وردت من بعض المواطنين الذين راودهم الشك في الأمر، فتحت الجهات المختصة تحقيقًا، أسفر عن ضبط هذا الشخص متلبسًا أثناء تعبئته المياه من خزان عادي، تمهيدًا لبيعها على أنها مياه زمزم. كما كشفت التحقيقات أن المتهم كان يستخدم عبوات عليها شعارات وملصقات توحي بأنها أصلية، مما ضاعف من خطورة الموقف، نظرًا إلى أن ما يقوم به لا يعد فقط غشًا تجاريًا، بل يمس أيضًا مشاعر الناس الدينية، ويؤثر على ثقتهم بمصادر بيع المواد المرتبطة بالشعائر الإسلامية.

وأشارت المصادر إلى أن المحتال كان يعمل بطريقة منظمة، حيث قام بتصميم عبوات مطابقة تقريبًا لتلك التي تعبأ بها مياه زمزم، بل ووصل الأمر إلى استخدامه لعبارات دينية مضللة على الملصقات من أجل تعزيز مصداقية كذبته، وبالتالي إقناع الزبائن بسهولة ودون الحاجة لتقديم إثبات حقيقي على صحة مزاعمه.

وتأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء مجددًا على أهمية الرقابة على المنتجات التي يتم الترويج لها باسم الدين، والحاجة الماسة إلى وعي المستهلكين، وعدم الانسياق خلف أي بائع يدّعي بيع منتجات دينية أو مباركة دون وجود جهة رسمية معتمدة تقف وراءها. كما تؤكد السلطات استمرار حملاتها لضبط كل من تسول له نفسه التلاعب بعقول الناس ومشاعرهم لأغراض مادية بحتة، مشددة على أن هذا النوع من الجرائم لا يُعد مجرد مخالفة تجارية، بل هو استغلال فاضح للدين ويستوجب أشد العقوبات.

وقد تم تحويل المتهم إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات معه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، فيما دعت الجهات الأمنية الجميع إلى الإبلاغ الفوري عن أي نشاطات مشبوهة من هذا النوع، للمساهمة في حماية المجتمع من عمليات الاحتيال والتضليل التي تتستر وراء شعارات دينية زائفة.