الإمارات تدين بقوة استهداف كنيسة العائلة المقدسة في غزة وتطالب بحماية صارمة للأماكن المقدسة والمدنيين في ظل استمرار التصعيد العسكري
أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف كنيسة العائلة المقدسة في قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين، معتبرة هذا الاعتداء انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وخرقًا واضحًا لحرمة الأماكن الدينية والمقدسة. أكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان رسمي أن استهداف هذه الكنيسة، التي تعد ملاذًا للمدنيين والنازحين، يمثل تجاوزًا خطيرًا يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ويزيد من تفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة.
وشدد البيان على رفض دولة الإمارات التام لاستمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية، داعية إلى ضرورة حماية كافة دور العبادة ومؤسسات المجتمع المدني وعدم استهدافها تحت أي ذريعة أو مبرر، كونها أماكن تحظى بالقدسية والاحترام وبهذا الخصوص يحكمها القانون الدولي والمعاهدات الإنسانية. وجددت الإمارات دعوتها للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في وقف النزاع وفرض حلول سياسية عاجلة تؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية، وضمان حماية حقوق الشعب الفلسطيني وصون حياته وممتلكاته.
تأتي هذه الإدانات في ظل تصاعد الأحداث والضربات التي طالت عدة أماكن دينية في قطاع غزة، مثل كنيسة العائلة المقدسة وكنيسة دير اللاتين، والتي تؤوي أعدادًا كبيرة من المدنيين والنازحين الفلسطينيين الذين فروا من مناطق الصراع، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف الأبرياء وأضرار بالغة في المباني المقدسة، مما أثار موجة واسعة من الاستنكار على المستويين الإقليمي والدولي. وتعد هذه الاعتداءات انتهاكًا صريحًا للمبادئ والقوانين التي تحمي أماكن العبادة في مناطق النزاع، وتقوض الجهود الإنسانية الرامية لتخفيف معاناة المدنيين وتوفير بيئة آمنة لهم.
ودعت الإمارات كافة الأطراف المتصارعة إلى التوقف الفوري عن استخدام القوة المفرطة والعمل على الحيلولة دون استمرار هذه الانتهاكات، مؤكدًة أن السلام الدائم لا يتحقق إلا من خلال الحوار والاحترام المتبادل لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي. وأشارت إلى أهمية تعزيز الجهود الدولية والإقليمية من أجل الوصول إلى حل سياسي شامل يعيد الأمن والاستقرار وينهي أمد المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مشددة على أن حماية الأماكن المقدسة والمدنيين يجب أن تكون أولوية قصوى ضمن هذه الجهود.
بوصفها دولة تقع في قلب المنطقة، تؤكد الإمارات دعمها الكامل للشعب الفلسطيني في تحقيق حقوقه المشروعة، وتدعو إلى تكثيف التنسيق مع المؤسسات الإنسانية والحقوقية لضمان وصول المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح، بما يخفف من وطأة الأزمة الإنسانية التي تتفاقم في ظل استمرار العدوان. وفي الوقت ذاته، تؤكد أن احترام حرمة أماكن العبادة هو مبدأ أساسي يجب أن يلتزم به كل طرف، وأن انتهاك هذا المبدأ يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الاجتماعيين على المستويين الإقليمي والدولي.
في خضم هذه التطورات المؤلمة، تظل الإمارات صادقة في نداءها إلى المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته كاملة لحماية المدنيين ودعم حقوق الإنسان، والعمل بجدية للجم أعمال العنف وفتح آفاق جديدة للحوار والسلام في الشرق الأوسط، لتحقيق الأمن والاستقرار الذي ينشده الجميع وتحقيق مستقبل أفضل للجميع بمن فيهم الشعوب المتضررة في قطاع غزة.