Published On: Sat, Jul 19th, 2025

دبي تتصدر المكاسب في الأسواق الخليجية مع تصاعد مؤشراتها إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات وتعزيز ثقة المستثمرين

شهد سوق دبي المالي خلال الأسبوع المنصرم أداءً مميزاً تعاظمت معه مكاسب البورصات الخليجية، حيث سجل مؤشر سوق دبي ارتفاعات ملحوظة تجاوزت نسبها 2%، ليصل إلى مستوى 6103 نقاط مسجلاً أعلى إغلاق له منذ يناير 2008، وسط تداولات نشطة تجاوزت قيمها مجتمعة حوالي 967 مليون درهم. هذا الأداء القوي يعكس حالة التفاؤل التي تسيطر على المستثمرين الذين تفاعلوا إيجابياً مع نتائج الأعمال المالية للشركات المدرجة في الإمارات عن الربع الثاني من عام 2025، ما أسهم في تعزيز السيولة ودفع مؤشر السوق إلى تحقيق مكاسب متتالية.

وفي سياق مكاسب سوق دبي، ارتفعت أسهم شركات رائدة مثل إعمار العقارية والعربية للطيران ودبي التجاري، حيث شهدت هذه الأسهم ارتفاعات كبيرة في معدلات تداولها وأسعارها، ما ساهم في تعزيز رأس المال السوقي الذي اقترب من حاجز التريليون درهم، مع تسجيل سوق دبي مكاسب في رأس المال بلغت حوالي 11.7 مليار درهم خلال الأسبوع. كما استمر سوق أبوظبي للأوراق المالية في تحقيق مكاسب، رغم تقلبات طفيفة، حيث أغلق عند مستوى 10064 نقطة، مع مكاسب طفيفة في رأس ماله السوقي.

ويأتي هذا الأداء ضمن موجة إيجابية متنوعة في أسواق الخليج، حيث شهدت غالبية البورصات ارتفاعات بدعم من نتائج تقارير الشركات المالية وثقة المستثمرين في استمرار النمو الاقتصادي الإقليمي. ويرجع ذلك أيضاً إلى حالة الاستقرار الجزئي التي تشهدها أسعار النفط، والتي تؤثر بشكل مباشر على أسواق المنطقة، بالإضافة إلى التطورات السياسية والإقليمية التي ساهمت في تهدئة المخاوف حول بعض الصراعات.

وسلطت الأضواء على أداء أسهم شركات كبرى مثل الاتحاد العقارية ودريك أند سكيل ودبي للمرطبات التي حققت نسباً كبيرة من الارتفاع، مما شهد تحركات إيجابية في تداولاتها، إلى جانب شركتي تبريد وسي في سي دي آي إف اللتين أعلنتا عن شراكة استراتيجية للاستحواذ على وحدة التبريد المركزي لمجموعة ملتيبلاي، مما دفع بأسهم ملتيبلاي إلى تحقيق مكاسب كبيرة تعكس تفاعل المستثمرين مع هذه القرارات المؤثرة.

في هذا الإطار، يترقب المستثمرون في أسواق الإمارات على وجه الخصوص إعلان نتائج الشركات المُدرجة للربع الثاني من عام 2025، مع توقعات بأن تعزز هذه النتائج من حالة التفاؤل وتؤسس لآفاق أوسع للنمو ورفع السيولة. وأدى ذلك إلى ارتفاع في معدلات التداول وفرص الاستثمار، حيث زادت الثقة في استمرارية الأداء الإيجابي للسوق وسط تحديات اقتصادية عالمية متباينة.

وتعكس هذه المكاسب المتتالية سوق دبي المالي دورها الحيوي كأحد الأسواق المالية الرائدة في المنطقة، حيث يبدي المستثمرون المحليون والأجانب إقبالاً متزايداً على الاستثمار في الأسهم الإماراتية التي تقدم فرصاً متعددة للنمو المستدام. كما تؤكد الأرقام على التوازن النسبي الذي يحافظ عليه سوق الأوراق المالية في الإمارات في مواجهة التقلبات الإقليمية والدولية، مما يجعلها ملاذا آمنا لجذب رؤوس الأموال وتعزيز الاستثمارات الجديدة.

إلى جانب الأداء القوي في الإمارات، شهدت بعض الأسواق الخليجية الأخرى، مثل قطر والكويت والسعودية، تباينات متفاوتة في الأداء الأسبوعي، حيث تباينت المؤشرات ما بين مكاسب بسيطة وخسائر محدودة بدافع عوامل عدة منها جني الأرباح في بعض القطاعات وتقلبات أسعار النفط والبترول. ورغم ذلك، تبقى الأسواق الإماراتية الأكثر جذباً والمرشحة للحفاظ على نموها بفضل التحسن المستمر في بيئة الأعمال والدعم الحكومي المتواصل.

في المجمل، تؤكد هذه التطورات ارتفاع مكانة سوق دبي المالي كمنصة حيوية للاقتصاد الإماراتي والخليجي، مع توقعات بأن تعزز هذه المسيرة الهادفة إلى استقطاب المزيد من الشركات والاستثمارات الأجنبية، وتقوية رؤوس أموال السوق، مما يعطي دفعة قوية للنمو الاقتصادي الشامل في المنطقة خلال الفترات المقبلة.